قصة ثمن المعجزة
إنها طفلة في السادسة من عمرها، كانت كغيرها من الأطفال تمتلك حصالة بها بعض النقود التي تدخرها والتي لا تتخطي القليل من السنتات، توجهت الفتاة الصغيرة في إحدى الأيام إلى الصيدلية ومعها كل ما ادخرته وظلت في الصيدلية في انتظار أن يلتفت إليها الصيدلي، الذي انشغل بزبائنه دون أن يكترث لتلك الطفلة التي بقيت كثيرًا تنتظره.
انزعجت الطفلة بسبب هذا التجاهل من الصيدلي فطرقت بالنقود على الزجاج امامه فالتفت إليها ولكنه مازال منشغلًا بالحديث مع الرجل الذي معه وهو شقيقه الغائب، فأخبرته الطفلة بأنها تبحث عن دواء اسمه معجزة وهنا انتبه الصيدلي للفتاة.
سأل الصيدلي الطفلة ماذا تريدين، فقالت دواء اسمه معجزة فشقيقي الصغير مريض بشدة وأهلي يقولون بأنه ليشفى بحاجة إلى معجزة، وأنا قد حضرت لأشتري له الدواء فكم ثمنه، فاخبرها بأنه لا يبع هذا الدواء فألحت عليه وأخبرته بأنها تمتلك من النقود ما يكفي.
توجه الصيدلي وشقيه إلى الطفلة بالاهتمام والتعاطف فسألها الصيدلي ما هى المعجزة التي يحتاجها أخيكي، فقالت لا اعلم ما هي ولكن أمي تقول بأنه بحاجة إلى جراحة، وأبي يقول بأنه لا يستطيع تحمل نفقات تلك الجراحة، فتقدم منها الشقيق وسألها عن كم النقود معها فقالت دولار وعشر سنتات، فأخبرها أن هذا هو مبلغ جراحة أخيها، فقد كان هذا الشقيق هو د/كارلتون ارمستونج طبيب جراحة الأعصاب الشهير، وقد اجرى الجراحة إلى شقيقها ونجحت وشفي الصغير.