النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

تقاليد عريقة لرمضان في تونس

الزوار من محركات البحث: 2 المشاهدات : 238 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: October-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 83,477 المواضيع: 80,111
    التقييم: 20799
    مزاجي: الحمد لله
    موبايلي: samsung j 7
    آخر نشاط: منذ 8 ساعات

    تقاليد عريقة لرمضان في تونس

    تقاليد عريقة لرمضان في تونس


    مذاق خاص للحلويات التونسية في رمضان
    تلتقي مظاهر الحياة في شهر رمضان المبارك لدى التونسيين بجوانب عديدة مع مظاهر الحياة في غيرها من الأقطار العربية الإسلامية خصوصا، ما يتعلق بأجواء استقبال هذا الشهر الكريم وسير الحياة في أيامه ولياليه.
    غير أن ذلك لا يعني نفيا للتفرد والخصوصية في بعض طرق الحياة والعادات، اذ مازالت تونس تحافظ على الأصول والتقاليد في هذا الشهر المبارك وتجعل له نكهة خاصة وطعما فريدا يزاوج بين الحداثة وبين التقاليد التي بقيت حية عبر الزمن.
    يبدأ المواطن الاستعداد لشهر رمضان المبارك قبل قدومه بأيام عديدة، حيث تنشط الأسواق ويغدو الليل كالنهار كله حركة وحياة في أجواء من المشاعر الدينية العميقة. ويتميز شهر رمضان المبـارك بمظاهر كثيرة ومتنوعة، والاحتفال به له خصوصية فعلى مدار الشهر الفضيل تشهد جميع المدن مهرجانات وزحاما لا مثيل له بالأسواق والشوارع والمسارح الشعبية القديمة.
    وتحظى المناسبات الدينية بعناية فائقة من قبل الرئيس بن علي، اذ اصبح شهر رمضان المبارك في عهد التغيير مناسبة متميزة للتوعية الدينية واحياء التعاليم الإسلامية السمحة . فرئيس الجمهورية يشرف بنفسه على موكب الاحتفال بختم الحديث النبوي الشريف في ليلة القدر بجامع الزيتونة المعمور وكذلك تشهد جميع ولايات تونس نشاطات وفعاليات دينية مكثفة تشفع بالمسابقات القرآنية واختام الحديث وتوزع فيها الجوائز على حفظة القرآن الكريم من الكبار والشباب والأطفال.
    وفي شهر رمضان يزداد النشاط الديني بين أفراد الجالية التونسية في الخارج، ويتم ارسال الأئمة من تونس لالقاء الدروس والمحاضرات في المدن الاوروبية التي يكثر تواجد التونسيون بها. وتجلى هذا الاهتمام بالتونسيين في الخارج في قيام الحكومة التونسية بتعيين إمام لجامع "باليرمو" في ايطاليا وبتحمل مصاريف تعهد هذا الجامع وصيانته وتسييره، وكذلك المركز الثقافي بنيويورك وجامع ليون بفرنسا.
    ومن الانجازات الأخرى انشاء صندوق للزكاة تجمع فيه الأموال وتنفق حسب تعاليم الإسلام، دعما لروح التكافل والتضامن الاجتماعيين وقد انتشرت فروع هذا الصندوق في كل انحاء البلاد لتؤدي وظيفتها. خصوصيات رمضان ويتميز الشهر المبارك بعادات أسرية، منها إقامة مواكب الخطبة بالنسبة للفتيات وتقديم الهدايا ليلة 27 رمضان، وتسمى "الموسم" للّواتي تمت خطبتهن. ويقع اختيار هذه الهدايا حسب إمكانيات العائلة كما تحتفل بعض العائلات في ليلة القدر بختان أطفالها بتنظيم سهرات دينية تحييها فرق السلامية إلى حدود موعد السحور الذي كان يعلن عنه ومازال في بعض الأحياء الشعبية "بوطبيلة " أي "المسحراتي".
    وتنظم العائلات الميسرة سهرات "سلامية" احتفالا بالشهر المعظم. و"السلامية" مجموعة من المغنيين ينشدون على ضربات الدف أدوارا تمجد الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) والأولياء الصالحين أو بعضا من أشعار الصوفيين. وهذه الاحتفالات تقتصر على الرجال حتى يومنا هذا غير أن النساء تشارك من بعيد بالزغرودة عند أجمل المقاطع.
    وفي هذا الشهر المبارك تتلألأ الأحياء الشعبية في المدينة، إذ تضاء واجهات المقاهي وقاعات الحفلات وأكاليل المصابيح المتعددة الألوان وينضاف الصخب إلى الأضواء ويشترك الناس في الفرحة: ألعاب اليانصيب نداءات الباعة المتنوعة الانشاد الديني. وتعج المقاهي بالشباب والكهول وتعجز قاعات الحفلات الموسيقية عن توفير المكان للجميع في حين تجد "الكافيشانتات" وهي ضرب من مقاهي المغنى، الحل المناسب لإرضاء كل مرتاديها. إذ تعيد طوال الليل، تقديم نفس العرض الذي يأخذ وقتا طويلا، لجمع جديد من الجمهور في كل مرة "رقصات فولكلورية، رقصة البطن، أغان، ألعاب سحرية". ويحي هذه الحفلات أكثر الأحيان فنانون وقتيون يتركون أعمالهم المعتادة.
    كما يقضي التونسيون سهراتهم في شهر رمضان ملتفين حول فرق المألوف التونسي بموسيقاها وموشحاتها الأندلسية والتونسية الدينية والكلاسيكية التراثية. ومن أبرز الفعاليات الثقافية سهرات "مهرجان المدينة" التي تقام في قصور أيام زمان.
    وتستعد المدينة العتيقة بالعاصمة تونس، والتي تشهد تجديدا دائما ويتواصل ترميمها طوال العام، كل سنة استعدادا خاصا لشهر رمضان المبارك وذلك من خلال العديد من المهن التقليدية التي تشهد نشاطا قويا وحركية كبيرة بمناسبة هذا الشهر الكريم. وذلك حسب الأحياء، حيث يشتهر كل حي فيها بنشاط معين أو تجارة يختص بها سواء لاستهلاكها على موائد الإفطار أو لاستعمالها في أغراض المأكل والطبخ. اطباق على مائدة رمضان ولمائدة الافطار التونسية نكهة خاصة لدى العائلات التي تصر على الحفاظ على تقاليدها وعاداتها، رغم ما أدخلته الحياة العصرية من تطور بسبب التطور النوعي الكبير في حياة المواطنين عموما خلال السنوات القليلة الماضية سواء بفضل الارتفاع الكبير الذي شهده الدخل الفردي والذي بلغ اليوم نحو 3000 دينار بعد ان كان لا يتجاوز 960 دينار في سنة 1987 أو بفضل الرقي العام في كل نواحي الحياة .
    ومن العادات الحميدة التي تواكب هذا الشهر الكريم من ليلة دخوله التي يطلق عليها في تونس "ليلة القرش" ما يعده التونسيون في تلك الليلة من حلويات. ففي تونس يهيأ عادة إما طبق "الرفيسة" المكون من الرز المطبوخ بالتمر والزبيب أو "المدموجة" وهي ورقة من العجين المقلي مفتتة ومحشوة بالتمر والسكر. وفي الشمال الغربي لتونس تحضر "العصيدة" بالدقيق والعسل والسمن أما في الساحل فتصنع الفطائر بالزبيب في حين أن أهل الجنوب يطبخون "البركوكش" وهو دقيق غليظ الحبات يطبخ بأنواع من الخضر.
    وانطلاقا من اليوم الأول لهذا الشهر الكريم تأخذ مائدة الإفطار صبغة خاصة وتعد في هذه الأيام أطباقا من أشهى المأكولات التونسية أبرزها طبق البريك الذي يتصدر المائدة في كل البيوت وبصفة يومية وهو عبارة عن نوع من الفطائر تصنع من أوراق الجلاش، وتتشابه مع السمبوسة ولكنها فطائر كبيرة الحجم تحشى بالدجاج أو اللحم في مختلف المناطق غير الساحلية مع إضافة البصل والبقدونس المفروم والبطاطا وتقلى بالزيت.
    وبعد تناول البريك يأتي دور الحساء وخاصة "حساء الفريك" باللحم أو الدجاج ثم تأتي الأطباق الأساسية الأخرى من الخضراوات واللحوم المختلفة والتي تطبخ عادة في تونس بزيت الزيتون. ومن الأطباق الأخرى الشعبية التي توجد على مائدة الإفطار التونسية "الطواجن" بأنواعها المختلفة والطاجين طبق شعبي مميز وتختلف صناعته من منطقة لأخرى، وهو عبارة عن كيك مالح يصنع من الجبن الرومي أو الموزاريلا مع البيض والبهارات وبعض الخضراوات ونوع من اللحوم، وتمتزج كل هذه الأنواع وتخبز في الفرن .
    أما السلطة على المائدة التونسية فلها أنواع كثيرة ويتم تقسيمها إلى سلطة مشوية وسلطة نيئة. والسلطة المشوية هي القاسم المشترك في كل البيوت التونسية وتتكون من الفلفل والطماطم (البندورة) وفرمهم مع البصل والثوم والبهارات والنعناع الجاف وتزين بالبيض المسلوق.
    ومن العادات البارزة خلال شهر رمضان اعتناء أصحاب المخابز بتنويع أصناف وأشكال الخبز المحلى بحبات البسباس وحبة البركة. كما تغير اكثر المحلات من بضاعتها لتعرض مواد غذائية خاصة بهذا الشهر مثل الملسوقة وهي ورقة من العجين تستعمل لتحضير البريك والحلويات.
    ويكثر في ليالي رمضان تبادل الزيارات بين الأقارب والأحباب تكون مناسبة لإقامة السهرات وإعداد الأصناف المتنوعة من الحلويات المميزة لهذا الشهر كل حسب عاداته وإمكاناته. ويحلو في مثل هذه السهرات تقديم أكواب الشاي بالصنوبر والشاي الأخضر المنعنع والقهوة المطحونة خصيصا للشهر الكريم.
    وتختص الأحياء العريقة بباب المنارة وباب الجديد في شهر رمضان أساسا ببيع نوع من الحلويات التقليدية التي تعرف بها تونس ومنها "الزلابية" و"المخارق" وهي من مشتقات القمح والعسل والجلجلان على شكل قطع مستديرة ومشبكة أو مستطيلة مع الاستدارة. وهي في الأصل من منطقة الشمال الغربي لتونس وما يزال سر صناعتها محفوظا لدى سكان المنطقة الذين يختصون بها. ويعد "المقروض" القيرواني و"البوظة" و"المهلبية" من أشهر الحلويات التقليدية إلى جانب انتشار صنع القطائف التي استقدم التونسيون سر صناعتها من الشام وتركيا.

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    النبيل
    تاريخ التسجيل: March-2016
    الدولة: مملكة ميشا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 11,353 المواضيع: 1,129
    التقييم: 20352
    مزاجي: هوائي
    أكلتي المفضلة: برياني
    موبايلي: Iphone 8
    مقالات المدونة: 14
    شكررا ثامر

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال