الكذبُ ملح الرجال.
قال لها عودي قد تغيرتُ حقاً
ما عدتُ ذاك الكائن المغرور.
لم أعد رجلاً مستبداً هِوايَتُهُ
أن يتقمص دور قائد الاسطول.
عودي وأعدكِ أن تكوني مُخيرةً
بين بقائك في حجري أو الرحيل.
قالت, كيف أكون من أقوالك واثقةً
وقد عانيتُ من تسلطك الاهوال؟؟
قال: هل سبق أن حنثتُ في وعدٍ
هل سبق أن خان العهود رجال؟
صدقته, فعادت مستبشرة تقول:
لعله صادق المرة في وعوده
لعل طباعه قد تبدلت فيها الاحوال.
حتى إذ تقلبت في أحضانِه شهراً
تيقنت بأن تغيرهُ أمر مُحال.
شرقى الهوى تبقى حواء لُعبته
يرسم بها عشقاً من عالم الخيال.
شرقي يتوسل في التسلط فحولته
أناني يهون لأجلِ رغباته الوصال.
قالت ما هكذا اتفقنا ما هذا بِحُبٍ
بل هو الى عالم الرِقِ موصول
أنا لست جاريةً بل سيدة قومٍ
أم نسيت أني من ربات الاصول؟
قال تفرقة لا تجدي فمراتب النساء
فوق مَرتَبَةِ الزوجية تزول
قالت أنا لن ابقى بعدها
أنا اليوم أختار الرحيل.
قال وهل يُبقي الحِجرُ خياراً
أو شيئاً من هذا القبيل ؟
قالت لكنك وعدت والوعد
عند الرجال مربط وعِقال
قال إن كنتُ حَمَلتُ النفسَ وزراً
فما الكذب عند الرجال خصال
لكن بعض الرجولة تتهاوى
أمام ذات غواية مثلك وجمال.
كذبتُ ولست على الفِعلةِ نادماً
والكذب في متاهات العشق حلال.
المحامي عبدالله الحموي