لاحظت برجيلها..ولا خذت سيد علي
يضرب للشخص الذي يترك ما في يده طمعا في الحصول على أفضل منه ، فلا يحصل على ما كان يطمع فيه ، ولا يحافظ على ما كان في يده ، فيخسر هذا وذاك ، ويذوق وبال أمره وعاقبة طمعه.
أصله :
إن امرأة مليحة حسناء ، ذات طهر وعفاف ، كانت قد زُوّجت إلى رجل فقير ، قليل الرزق ، ضيق ذات اليد . وكان ودودا لزوجته ، حريصا على هنائها وسعادتها ما وسع جهده ، وما تسمح به حالته . وبعد مرور بضع سنوات على زواجهما ضاقت المرأة ذرعا بفقر زوجها ، وضيق عيشها معه ، فملّت عشرته ، ونفرت من العيش معه . فذهبت تفتّش عن فتاح فال يكشف لها طالعها ، وطالع زوجها ، ويكشف لها – اعتقادا منها – عن مستقبل حياتها معه . فدلّتها بعض النسوة على ملا إسمه السيد علي ، كان مشهورا بقراءة الفأْل . فرأى سيد علي حسن المرأة وجمالها ، فزاغت عينه .. فقرر أن يستحوذ عليها لنفسه ، وأن يوقعها بين براثنه .. فحسِب لها النجم وسأل لها ملك الجن ، ثم أخبرها أن نجمها ونجم زوجها لا يتلاءما .. وأن الطلاق من زوجها هو خير ما تستطيع أن تفعله ، وإن كان الطلاق هو أبغض الحلال عند الله . ثم لمّح لها في حديثه أنه مستعدّ للزواج منها وإسعادها ، إذا ما افترقت عن زوجها وأكملت عدّتها . فصدّقت المرأة كلامه ، ووثقت من وعده لها . فذهبت إلى زوجها فطلبت الطلاق منه ، فطلّقها مرغما أسِفا . ثم أن المرأة عادت إلى سيد علي ، وطلبت منه أن يبرّ لها بوعده فيتزوجها. فراح يماطلها ويدافعها ، حتى أحست المرأة بمكره وعلمت بخداعه ، ووثقت من عزوفه عن الزواج منها ، فرجعت إلى زوجها آسِفة ، نادمة ، باكية ، وطلبت منه أن يعيدها إلى عصمته مرّة أخرى . وكان الرجل – من شدة فقره – عفيفا ، ذا إباءٍ وشممٍ ، فأبى ذلك . فعادت المرأة إلى أمها حزينة باكية ، لتعيش معها ، ولتقاسمها قسوة الفقر ، وأهوال الفاقة . وعلم الناس بذلك الأمر ، فقالوا (( لا حظت برجيلها .. ولا خذت سيد علي ) ، ولاموا المرأة على سوء تصرفها ، وعدم قناعتها بما قسم الله تعالى لها من رزق) . وذهب ذلك القول مثلا.
ماينرادالْها روحة للقاضي
يضرب للشخص يشكُل عليه حل مشكلة بسيطة ، ويصعب عليه التخلص من ورطة صغيرة.
أصله :
أن رجلا كان على سفر . فمرّ في طريقه على مدينة صغيرة ، يتميّز أهلها بأنهم غشمه بسطاء . وكان الوقت ليلا ، فذهب الرجل يفتّش عن خان يقضي فيه ليلته .. فمرّ في أحد الأزقّة ، فرأى جمعا من الناس في هرج ومرج ورأى عروسا في لباس العرس ، تقف أمام أحد البيوت ، وقد التفّ حولها وجهاء القوم يتجادلون ويصخبون . فسأل أحد الحاضرين عمّا يجري ويدور ، فقال له : (( عدنا مشكلة كلّش چبيرة .. هاذي العروس طويلة ، وباب بيت العريس ناصي .. واحنا حايرين.. نهدم باب البيت ، صاحب البيت ما يرضى.. نگص رجل العروس ، العريس ما يرضى .. نگص راس العروس ، العروس تموت وأهلها ما يرضون. وما دا ندري اشلون نطلع من هالورطة ) . وقبل أن يجيبه الرجل بشيء، سمع أحد وجهاء القوم يصيح : ماكو حل .. غير نروح للقاضي ، وهو يحل المشكلة).
فاقترب الرجل من ذلك الوجيه ، وقال له : ( يابه .. هاي المسألة بسيطة ..
ماينراد الْها روحة للقاضي ) . إفسحوا لي الطريق )) . ثم اقترب من العروس وأمسك برأسها ، وقال لها : ( أشو بنيتي .. نصّي راسچ شويه ).. فطأطأت العروسرأسها ، وانحنت قليلا ، فاستطاعت المرور من باب الدار . فضجّ القوم بعبارات الدهشة والتعجّب . ورفعوا أصواتهم بآيات الثناء والشكر . وعجبوا من سعة إطّلاع ذلك الرجل الغريب ، وذكائه . فقدّموا له من الهدايا ما غمره .. ومن الشكر والثناء ما أفرحه وسرّه . فعلم الرجل أن أهل تلك المدينة أناس بسطاء . فضحك من قلة عقولهم وغبائهم وجهلهم .
وذهب ذلك القول (ماينرادالْها روحة للقاضي) مثلا يتداوله الناس.
نگنگ بْبيتكم .. واتعشّا هْنا
يضرب للشخص الذي يظهر شراهته للطعام ، فلا يترفع عن تناول طعام غيره ، مع عدم حاجته لتناوله ، شراهة منه ودناءة.
أصله :
أن رجلا دخل على أحد أصحابه ، ذات مساء ، فوجده يتناول عشاءه . فدعاه صاحبه إلى تناول الطعام معه مجاملة . فقال الرجل : أنه تناول عشاءه في بيته في التو ، وأنه لا يستطيع تناول شيءٍ آخر لإملاء معدته بالطعام . فعاد صاحبه يجامله ، فقال له : ( تفضل نكنك شوية ).فلم ير الرجل بدا من تلبية دعوة صاحبه ، فجلس إلى المائدة . وبدلا من أن ينگنگ راح يأكل بشهية عجيبة وشراهة غريبة ، ويلقم لقْما منكر .. حتى أتى على ما في المائدة من طعام صاحبه . فدهش صاحبه من ذلك ، وقال له : ( ما شاء الله . كل هاي وانت متعشّي) . فقال الرجل : (إي والله .. چنت متعشّي) فقال صاحبه : (بس هسّه اشسوّيت ؟) . فقال الرجل : ( إنت گلت لي أگعد نگنگ .. نگنگت شوية ويّاك )فقال صاحبه : ) شوف ..... مرّة الجّاية .. نگنگ بْبيتكم .. واتعشّا هْنا) . فعلم الرجل أنه قد تعدّى أصول الضيافة وآدابها ، ولام نفسه على ذلك . وذهب ذلك القول مثلا>
إلْيدري يدري .. والمايدري گبضة عدس
يضرب للشخص الذي يقع في شدة كبيرة ، وأمر عظيم ، فلا يستطيع الجهر به ، أو الكشف عنه ، لفداحة الأمر.
أصله :
أن رجلا كان يعمل ببيع الحبوب من رز وقمح وشعير وعدس ونحو ذلك . وكان له دكان كبير يقع في أول الزقاق الذي يسكنه . وكان للرجل زوجة مليحة حسناء ، ولكنها كانت خبيثة ، ماكرة ، لعوبا .. وكان لها عشيقا شابا يزورها بين الفينة والفينة – عند غياب زوجها عن البيت وفي ذات يوم جاء العاشق لزيارة المرأة في بيتها ، فدخل إليها ، وجلس معها يتحدثان . وبينما هما كذلك ، دخل عليهما الزوج على غير عادته في المجيء إلى البيت ورأى امرأته تجلس مع ذلك الشاب الغريب ، فاستولى عليه الغضب ، وثارت النخوة في رأسه، فاستل خنجره من غمده ، وهجم به على الشاب يبغي قتله . لكن الشاب أسرع بالفرار من البيت ، وولّى هاربا ، وخشي أن يفتضح أمره وأمر المرأة بين الناس ، فتلوك الألسن سمعته وسمعة صاحبته . فلما مرّ من أمام دكان الرجل غرف بيده قبضة من العدس المعروض للبيع ، واستمر في ركضه ، يوهم الناس أن الرجل إنما ينتضي خنجره ، ويركض خلفه ، من أجل ذلك العدس الذي نشله من دكانه . ورأى الناس ذلك ، فصاحوا بالرجل : (رويدك يا هذا .. أتقتل شخصا من أجل قبضة من عدس ؟ اتق الله يا رجل) . فصاح الزوج المسكين بهم قائلا : ( إلْحكْ وياكم .. إلْيدري يدري .. والمايدري گبضة عدس) . ثم علم الناس بعد ذلك بأمر الرجل وخيانة زوجته له ، فعجبوا من خيانة المرأة وكيدها.
وذهب ذلك القول ( إلْيدري يدري .... والمايدري گبضة عدس ) مثلا متداولا.
جبت الأكرع يونّسني .. كشف راسه وخرّعني
يضرب للشخص الذي يطلب العون من الناس ، فيلقى منهم مايزيد في عنائه وشقائه.
أصله :
إن امرأة خرجت ذات يوم إلى السوق لقضاء بعض الأشغال . فلما فرغت من ذلك أرادت الرجوع إلى البيت ، وكان معها صبي صغير لها تحمله على كتفها وكان يبكي طول الطريق من غير سبب معلوم ، وكلما أرادت المرأة أن تسكّته وتهّدأه ذهبت جهودها أدراج الرياح . وبينما هي تسير في أحد الأزقّة وابنها مازال يبكي وقد بلغت روحها التراقي ، صادفت رجلا يقف بجانب الطريق وبيده يشماغ له يلفه على رأسه ، فتقدّمت منه وقالت له : ( الله يرحم والديك .. ما تخّوف هذا الولد .. حتى يسكت !) . فقال الرجل : ( سهلة .. وينه هذا ؟) . فأشارت إلى ولدها ، فتقدّم الرجل منه وأمسكه من كلا كتفيه ، ثم رفع الجرّاوية عن رأسه فبدت له صلعة منكرة ! .. ثم خفض رأسه وجعله أمام وجه الصبي وهزّ رأسه ذات اليمين وذات الشمال وصاح بصوت منكر أجشّ : ( ترررررررررر) فإخترعت المرأة ووقعت أرضا ، ثم نهضت وأخذت ولدها وهربت به وهي تقول : (جبت الأكرع يونّسني .. كشف راسه وخرّعني ) . ثم ذاع ذلك الأمر بين الناس فعجبوا من غباء الرجل وجهله ، وبلادة المرأة وسوء تصرّفها . وذهب ذلك القول مثلا.
أحسن ماتگلها كش ... إكسر رجل
يضرب للشخص الذي يأخذ الأمور بالحزم ويتجنب الحيرة والتردد في جميع أفعاله وأعماله .
أصله :
أن ضيفا نزل على رجل في بيته ، فقدّم الرجل له طعاما ، وفاكهة ، وحلوى وجلس معه يأكلان ويتسامران ، وكان للرجل دجاجة كبيرة تصول في البيت وتجول . وكان الرجل قد احتفظ ببعض الطعام في ناحية ، خشية أن يكون الطعام الذي يأكل منه الضيف لا يكفيهما ، فكانت الدجاجة تأتي إلى ذلك الطعام فتنقر فيه فيطردها الرجل بأن يصيح بها : ( كش .. كش!) . على عادة بعض الناس في طرد الطيور أو غيرها . ولا تكاد الدجاجة تبتعد قليلا حتى تعود فتقترب من الطعام ثانية فتلتقط منه ، فيعود الرجل فيطردها بقوله : كش ( فزهك )الضيف وقال للرجل : ( تالي وياك ؟ ) .. تظل الدجاجة تروح وتجي وانت بمكانك تصيح : كش ( أحسن ماتگلها كش .. إكسر رجلها ) فتعجّب الرجل من حزم صاحبه الضيف وحسن معالجته للأمور وذهب ذلك مثلا.