(أولاًً:ما تعريف النحو؟)
كلمة (نحو) تطلق في اللغة العربية على عدة معان : منها الجهة مثل (ذهبت نحو فلان) ،ومنها الشبه والمثل مثل (أحمد نحو جمال) اي شبهه ومثله.
وتطلق كلمة (نحو) في اصطلاح العلماء على (العلم بالقواعد التي يعرف بها أحكام أواخر الكلمات العربية في حال تركيبها : من الاعراب والبناء ، وما يتبع ذلك....
(والآن هيا نعرف شيئا هاماّّ وهو: لماذا ندرس علم النحو؟وما
أهميته؟)
اننا نتعلم النحو لأن ثمرته هي صيانة اللسان عن الخطأ في الكلام العربي ، وفهم القرآن الكريم والحديث النبوي فهماّّ صحيحاّّ ،اللذّين هما أصل الشريعة الاسلامية ، وعليهما مدارها.
من ناحية أخرى فان عِظم أهمية علم النحو حقيقة لا شك فيها.
يقول المستشرق الألماني (يوهان فك):
" ولقد تكفلت القواعد التي وضعها النحاة العرب في جهد لا يعرف الكلل ، وتضحية جديرة بالاعجاب
بعرض اللغة الفصحى وتصويرها في جميع مظاهرها ، من ناحية الأصوات ، والصيغ ، وتركيب
الجمل ، ومعاني المفردات على صورة شاملة ، حتى بلغت كتب القواعد الأساسية عندهم من
الكمال لا يسمح بزيادة لمستزيد".
وتلك حقيقة لا نستشهد بكلام مستشرق على صوابها ولكننا نشير الى هذا النحو وقدرته على حفظ اللغة العربية طوال هذه القرون وصيانتها من التحلل والفساد.
والنحو أساس ضروري لكل دراسة للحياة العربية ، في الفقه والتفسير والأدب و الفلسفة والتاريخ
وغيرها من العلوم ، لأنك لا تستطيع أن تدرك المقصود من نص لغوي دون معرفة بالنظام الذي تسير
عليه هذه اللغة.
(حفاظ النحو على اللغة)
فالمتتبعون لتاريخ اللغة العربية في العصر الحديث يعلمون أنها تعرضت لخطة مدروسة تستهدف القضاء عليها من خلال القضاء على نحوها ، وظلت هذه الخطة تعمل عملها حتى وقر في أذهان الناس أن النحو العربي صار جامداّّ لا يساير العصر ، وأن علينا أن نبحث عن نحو جديد ، وظهرت الى الوجود تجارب من هنا ومن هناك ، ولكنها ماتت الواحدة منها بعد الأخرى ، وظل النحو العربي هو هو دون أن يصل المخططون الى ما يبغون من القضاء عليه.
وأريد أن أقول لكم انه يمكن لأشياء أن تحدث دون تدخل منك ولكننا نريد أن يكون لنا دور هام حتى ننال بذلك الثواب من عند الله وننفع الآخرين به.
(نشأة النحو: هيا بنا أحبائي نعرف كيف نشأ ذلك العلم
العظيم؟)
ظهر علم النحو لدخول الاسلام الكثير من دول الغرب ، فظهر اللحن في اللغة (واللحن هو تغيير شكل الحرف وهذا يؤدي الى تغيير المعنى في كثير من المواضع).
وظهر اللحن في اللغة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنه كان نادراّّ ، فعن عبد الله بن مسعود أن رجلاّّ لحن بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فقال (ص) : أرشدوا أخاكم فقد ضل.
ومن أشهر القصص في تاريخ النحو ما أورده الأصفهاني في كتابه الشهير الأغاني:
"دخل أبو الأسود الدؤلي في وقدة الحر بالبصرة على ابنته فقالت له : يا أبت ما أشدُ الحر؟ فرفعت كلمة
أشد فظنها تسأله وتستفهم منه أي زمان الحر أشد؟ فقال لها : شهرا ناجر ، فقالت : يا أبت انما أخبرتك ولم
أسألك. والحقيقة أنه كان عليها أن تقول اذا أرادت اظهار التعجب من شدة الحر والاخبار عنه ( ما أشدّ
الحر!) بفتح الدال في (أشد).
لذلك كان من الحكمة أن يأمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أبو الأسود الدؤلي -على أغلب الأقوال- بوضع علم النحو وقد برع في ذلك ونجح نجاحاّ عظيماّّ.
(من متون النحو)
المتن : شعر أو نثر تعليمي يهدف الى تعليم الناس بطريقة مبسّطة سهلة الحفظ.
من متون النحو المشهورة حتى الآن:1-متن الآجرومية.....لأبي عبد الله الصنهاجي.
2-منظومة ملحة الاعراب.....لأبي محمد الحريري.
3-متن ألفية بن مالك.....لأبي عبد الله جمال الدين محمد بن مالك الأندلسي.
4 -متن قطر الندى وبل الصدى.....لأبي محمد الأنصاري.
(من أعلام النحاة)
سيبويه: امام النحاة ، وعَلم النحو الشامخ ، صاحب كتاب (الكتاب) أرقى كتب النحو على الاطلاق و المصدر الفريد لعلميّ النحو والصرف بالاضافة الى علم الأصوات.
الخليل بن أحمد الفراهيدي: مؤلف علم العروض(علم أوزان الشعر أو موسيقى الشعر) الذي حفظ الشعر من الضياع ، جامع معجم العين الذي يعد أول معجم في التاريخ.
ابن هشام الخضراوي: صاحب كتاب (فصل المقال في أبنية الأفعال).
أبو عبد الله اللخمي السبتي: صاحب كتاب (المدخل الى تقويم اللسان وتصحيح البيان).
جلال الدين السيوطي : صاحب كتاب (الأشباه والنظائر) وكتاب (المزهر في علوم اللغة وأنواعها) وكتاب
(اعراب القرآن) وكتاب (الاتقان في علوم القرآن).
أبي عمرو بن الحاجب:صاحب كتاب (الكافية).
ابن هشام الأنصاري: صاحب كتاب (أوضح المسالك الى ألفية بن مالك) و (قطر الندى وبل الصدى) وكتاب(مغني اللبيب عن كتب الأعاريب) و(شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب).
__________________________________________________ ______________________
اتمنى ان اعجبكم نقل موضوعي