ثَمَّ لبسٌ ووهمٌ يقع عند بعض الباحثين بين الأحمر البصري أبي محرز خلف بن حيان المُتوفَّى في حدود 180هـ ، ومعروفٌ في تراجم النحويين واللغويين بخلف الأحمر، وبين الأحمر الكوفي علي بن المبارك المتوفى سنة 194هـ . وقد وقع في هذا اللبس بعض النحويين المتأخرين، منهم أبو البركات الأنباري؛ إذ ذكر في كتابه الإنصاف في مسائل الخلاف ، في سياق المسألة الزنبورية، إقبالَ خلفِ الأحمر الكوفي على سيبويه يسأله ويُخطِّئُه حتى قال له سيبويه : "هذا سوء أدب"، قبل قدوم الكسائي عليه. وكذا ذكر في المصدر نفسِه مذهبًا لخلف الأحمر الكوفي في عامل الفاعل والمفعول، فنسب له أن عامل الفاعل معنى الفاعلية، وعامل المفعول معنى المفعولية. وممن وقع في الوهم بينهما من المتأخرين ابن عصفور الأشبيلي، وهذا ما نصَّ عليه أبو حيان في التذييل والتكميل؛ إذ قال: "ولا يجوز الفصل بالقسم بين رب ومجرورها، وأجاز الأحمر الفصل به بينها وبين مجرورها النكرة، نحو: ربَّ- واللهِ- رجلٍ عالمٍ لقيت. والأحمر هذا هو علي بن المبارك الأحمر الكوفي تلميذ الكسائي ومسائل سيبويه مع الفراء في المجمع الذي جرى فيه ذكر المسألة الزنبورية. ووهم ابن عصفور، فنسب هذا المذهب لأبي محرز خلف الأحمر البصري، فقال: وأجاز خلف الأحمر. ووهمه في ذلك إطلاقهم الأحمر، فظن أنه خلف "، وينظر تنبيه أبي حيان كذلك في المسألة نفسها في كتابه ارتشاف الضرب.
ويبدو أنه على مثل هذه الروايات المُلْبِسَة شاع بين بعض المحدثين نسبة خلف الأحمر للمذهب الكوفي، والحق أن من ذكر المسألة الزنبورية - غير الأنباري في الإنصاف - من المتقدمين والمتأخرين نصّوا على أن الأحمر سأل سيبويه، ولم ينصّوا على خلف الأحمر، وهُمْ يقصدون بذلك علي بن المبارك الأحمر، فوقع الوهم على أنه خلف الأحمر، وهو ليس بذاك .