وَقـائِـلَـةٍ لَمَّـا أَرَدتُ وَداعَـها
حَبيبِي أَحَقّاً أَنتَ بِالبَيـنِ فاجِعـي
فَيا رَبَّ لا يَصدُق حَديثٌ سَمِعتُـهُ
لَقَد راعَ قَلبِي ماجَرَى فِي مَسامِعـي
وَقامَت وَراءَ السَترِ تَبكـي حَزينَـةً
وَقَـد نَقَبَتـهُ بَينَنـا بِالأَصـابِـعِ
بَكَت فَأَرَتنـي لُـؤلُـؤاً مُتَناثِـراً
هَوَى فَالتَقَتهُ فِي فُضـولِ المَقانِـعِ
فَلَمَّـا رَأَت أَنَّ الفِـراقَ حَقيقَـةٌ
وَأَنّي عَلَيـهِ مُكـرَهٌ غَيـرُ طائِـعِ
تَبَدَّت فَلا وَاللهِ ما الشَّمسُ مِثلَـها
إِذا أَشرَقَت أَنوارُهـا فِي المَطالِـعِ
تُسَلِّـمُ بِاليُمنَـى عَلَـيَّ إِشـارَةً
وَتَمسَحُ بِاليُسَرى مَجارِي المَدامِـعِ
وَما بَرِحَت تَبكي وَأَبكِـي صَبابَـةً
إِلَى أَن تَرَكنا الأَرضَ ذاتَ نَقائِـعِ
سَتُصبِحُ تِلكَ الأَرضُ مِـن عَبَراتِنـا
كَثيرَةَ خِصبٍ رائِقِ النَبـتِ رائِـعِ
بهاء الدين زهير