شاعَت عبارةٌ ن عبارات المُسانَدَة يُقالُ فيها: « أعلنُ تَضامني اللامَشروط مع فلان»
هذه عبارةٌ ركيكةٌ من جهَتَيْن :
1- أولاهُما أنّ كلمة التضامُن لا تدلُّ على السَّنَد أو إمداد الغير بيد العَون، فهي من الضَّمان وهو الكَفالَة، بل لا يُعثر على التضامن في المعجم العربي، وإذا حَدَثَ أن وُجدَ شيء من ذلك فليسَ بالمَعْنى المُراد اليومَ، نَعَم يَجوز بل يُستحسَن أن يَقولَ القائلُ: أعلنُ عَن سَنَدي أو مُسانَدَتي أو دَعْمي، أمّا التضامن فلا مَعْنى له -إن وُجدَ اللفظُ- إلاّ أن يَضمَنَ أحدُ الطرَفَيْن الآخَرَ في عَقْد أو مُعاملة أو بيع.
2- الجهة الثانية في الركاكَة: صفة "اللامشروط" كلمة رديئةٌ -بغضّ النظر عن عُجمتها- لأنها مركَّبَة تركيبا غير قياسي من حرف النفي "لا" مُعرَّفاً بالألف واللام (اللا) المترجمة من Non أو ما شاكلَها.
والحَقيقةُ أنّ العبارَة يُمكنُ أن تُفيدَ المعنى من غير لجوء إلى صفة أو قَيْد، فتستطيعُ أن تَقولَ: "أُعْلِنُ سَنَدي أو مسانَدَتي أو دَعْمي"... بإطلاقٍ ومن غير أن تُقيِّدَ كَلامَكَ بقيد، فإن أبيْتَ إلا التقييدَ قُلتَ: "أُعْلنُ سَنَدي مُطْلَقاً أو سندي الكامل أو التام أو غَيرِ المُقيَّدِ".
فلا يُدْرَى كيف يلجأ المتكلِّمُ "المُسانِد" إلى مثل هذه العبارات بدافع استهلاك المَوجودِ من غير نظرٍ لا تأمّل.