شخصيات من عالم الجليد والنار
من هم أطفال الغابة؟؟
كانوا قوماً عاشوا في فجر العصور وأولها على الإطلاق، قبل أن يكون هناك ملوك أو ممالك
في تلك الأيام لم يكن هناك شيء أسمه القلاع أو الحصون، لا شيء كالمدن، ولا حتى بلدة صغيرة على طول المسافة بين وينترفيل وبحر دورن
وقتها لم يكن هناك بشر أطلاقاً، لا أحد غير أطفال الغابة والعمالقة الذين عاشوا في البلاد التي نعرفها الأن بأسم الممالك السبع
أطفال الغابة كانوا قوماً سُمر الوجوه بهيي الطلعة، وقصيري القامة بحيث لا يزيد طولهم عن طول طفل حتى عندما يكبرون ويبلغون، وقد اتخذوا من أغوار الغابات مأوى وقطنوا في الكهوف والمستنقعات والبلدات السرية المقامة بين الأشجار
وعلى الرغم من حجمهم الصغير، فقد تمتعوا بالرشاقة وسرعة الحركة، وهكذا كان ذكورهم وأناثهم يخرجون للصيد معاً مستخدمين أقواساً من خشب الويروود والشراك الطائرة
الهتهم كانت الهة الغابات والنهيرات والحجارة، الآلهة القديمة التي بقيت اسماؤها سراً مكتوماً، وسُمي حكماؤهم ( الأنبياء الخُضر )، وهم من حفروا تلك الوجوه الغريبة في أشجار الويروود كي تحرس الغابات من الأذى
لا أحد يعرف كم من الوقت ساد الأطفال هذه الأرض ولا من اين أتوا، لكن منذ حوالي اثنتي عشر الف عام جاء البشر الاوائل من الشرق عابرين ذراع دورن المكسورة قبل أن تُكسر، جاءوا حاملين سيوفاً من البرونز ومرتدين دروعاً جلدية منيعة وممتطين خيولاً قوية، ولم تكن الخيول قد شوهدت على هذا الجانب من البحر الضيق قبلها قط
لا شك أن أطفال الغابة كانوا خائفين من منظر الخيول تماما كما خاف البشر الاوائل من منظر الوجوه المحفورة في الأشجار
لكن، الحرب لم تأتي إلى ويستروس مع البشر
في عصر الفجر أطفال الغابة تحاربوا مع العمالقة، كلا الجنسين كان يريد أبادة الآخر والسيطرة على القارة
الأطفال قاتلوا بسهام ورماح مصنوعة من زجاج التنين والعمالقة لم يملكوا سوى فروع الأشجار
أياً من الجنسين لم يكن ليملأ مملكة واحدة من الممالك السبع الموجودة في هذا الوقت
على عكس الأطفال والعمالقة، الرجال الاوائل سكنوا بأكواخ وفي قرى وزرعوا الأرض للأكل، وكان عددهم كبير، وبينما تزايدت اعدادهم أحتاج الرجال للمزيد من الحقول والخشب
ورأوا إن الغابة العظيمة ستوفر لهم كل ذلك، ولكن عندما تعمقوا في الغابات صادفهم منظر غريب، شجرة بيضاء بأوراق حمراء و وجه يحدق بهم
في البداية شعروا بالخوف، لكن الوجه لم يتحدث حتى والفؤوس تنهشه
الرجال الاوائل لم يعرفوا ما هي الأيكة البيضاء، ولم يعلموا ان الأيكة تنمو للأبد أذا تُركت بسلام، او ان أطفال الغابة يعتقدون أن أرواحهم تذهب إليها بعد الموت
الأطفال لم يمتلكوا حروف أو لغبة مكتوبة، كل تاريخهم واشعارهم وصلواتهم فقط الأشجار تتذكره
وعندما نظر الأطفال في الحقول لم يروا فقط جذوع بيضاء بل ضياع أجدادهم إلى الأبد، عظامهم سُرقت لتستخدم في بناء جدران الغزاة
أصابهم الحزن بالجنون، فهجم الأطفال
الرجال الاوائل لم يروا الأيكات من قبل والأطفال لم يروا البرونز من قبل
سهامهم المصنوعة من زجاج التنين ارتدت من دروع الرجال الاوائل، ودروعهم المصنوعة من اللحاء المنسوج حطمتها سيوف الرجال الاوائل
وبينما اشتدت وطأة الحرب، لجأ الأطفال إلى الميزة الوحيدة التي لديهم، سحر آلهتهم القديمة
قام سحرتهم ( الأنبياء الخضر ) بتجنيد الذئاب الرهيبة ودببة الثلج، أسود الكهوف والنسور والماموث والأفاعي
وبالمقابل، الرجال الاوائل قطعوا واحرقوا كل أيكة وجودها خشية أن يتجسس عليهم أطفال الغابة عن طريق الوجوه على الأشجار
الأطفال أصبحوا يائسين، سحرتهم ( الأنبياء الخضر ) أستخدموا قوة الماء ليحطموا ذراع دورن مدمرين بذلك الجسر الذي عبره الرجال الاوائل إلى ويستروس وبذلك اغرقوا الرقبة وقاموة بمحاصرة الرجال في الجنوب، لكن الرجال الاوائل لم يتوقفوا
وخوفاً من الأنقراض حشد الأطفال قواهم من أجل تعويذة أخيرة ستنقذ شعبهم و بلادهم من الغزاة
لوحدهم كانوا أطفال الغابة قليلي العدد لمقاومة هذه المذابح ولكن أن استغلوا اعداد الرجال ضدهم قد تكون لهم فرصة، فكان كما ارادوا ( صنعوا الوايت ووكرز )
وبعد مئات السنين من دمار وموت لا يحصى، الحكماء من الطرفين اتفقوا اخيرا
الاطفال لم يستطيعوا الفوز في هذه الحرب، والرجال الاوائل لم يريدوا الفوز خوفاً من الثمن
فقام الأبطال والحكماء من الطرفين بالالتقاء في جزيرة وسط بحيرة عين الآلهة لعقد الصلح
الأطفال تخلوا عن كل أراضي ويستروس بأستثناء الغابات العميقة، والرجال الاوائل أقسموا بأنهم لن يقطعوا المزيد من الأيكات وهكذا انتهى عصر الفجر وبدأ عصر الأبطال
ولكن بعد الفجر يجب ان يحل الليل
الشر العظيم الذي اطلقه الأطفال في الحرب عاد بعد قرون ولم يُهزم إلا بتحالف بين الأطفال والبشر
بعد الانتصار في الليلة الطويلة أستمر الميثاق بين البشر الاوائل وأطفال الغابة أكثر من اربعة آلاف عام
لكن اخيراً جاء وقت بعد عدة قرون عبر فيه اخرون البحر الضيق
الانداليون كانوا اولهم، وقد كانوا شعباً من المحاربين طوال القامة ذوي شعر ناعم منسدل، وجاءوا ومعهم الفولاذ والنار على صدورهم رُسمت نجمة الالهة الجديدة السباعية
استمرت الحروب مئات الاعوام، لكن في النهاية سقطت الممالك الجنوبية الست امامهم، وهنا فقط قهر الملك في الشمال كل جيش حاول عبور العنق ليستمر حكم البشر الاوائل
احرق الانداليون بساتين الويروود وشوهوا الوجوه على الجدران وذبحوا اطفال الغابة اينما وجدوهم ، واعلنوا في كل مكان انتصار الآلهة السبعة على الالهة القديمة، وهكذا فر الاطفال الى الشمال
والأن، الشر القديم يعود مجدداً حيث الأطفال في اسوأ حالاتهم والبشر أهملوا منذ مدة، لكن الأشجار تتذكر وعلى ( براندون ستارك ) أن يستعد
Game of Thrones