على وجهها فجر الحقيقة أشرقا
و في ثغرها ، لحن الحياة تألَّقا
و راحت - و أصداء السنين بسمعها-
تغنِّي ، و سـيل العابرين تدفَّـقـا
تغني نشـيد العابرين من الأسي
إلى أمل قـد آن أن يتحقَّـقـا
و تفتح أحضان الخلود لعاشقٍ
يعود إليها ، ثابت الخطو ، شيِّقا
يذوب إذا ما راح يلثم ثغرها
و في عينه دمع الحنين ترقرقا
فيا عاشقاً ، و الحب بين ضلوعه
تفجَّـر ، كي يزهو الصباحُ و يونقا
و كي ترجع الأفراح بعد غيابها
و تخضرَّ بالدمِّ الصحارى و تورقا
رجعت لتلقاك الحبيبة بعدما
رحلت طويلا في الليالي مؤرَّقا
———————-
رياح الأسى ثارت تهد كيانها
و كان ظلام اليأس و الخوف مُطْبِقَا
أحاطت بها النيران من كل جانب
و في صدرها ثأر تأجَّج مُحرقا
و كم قاست الأهوال في أسر حاقد
يعيث بأحشاء الحياة مُمَزِّقـا
تخيل أن الكون ملك يمينه
و شاد من الأوهام حصنا ، و خندقا
إذا بك كالأقدار تحْطم وهمه
و ترفع رأساً كان بالأمس مطرقا
تشق عصاك البحر ، تلقف ما بنى
و تعبر خط المستحيل موَّفَقا
و تبني من الإيمان جسراً إلى المنى
و ترفع أعلام الكرامة خُفَّقا
و في لحظة أغلى من الدهر كله
تعانقها في لهفةٍ ، متشوقا
و يأتي إليها العابرون بموكبٍ
له تقف الدنيا ، و تخشع للقا
و تسمع لحن العابرين من الأسى
إلى أمل قد آن أن يتحققا
سامح درويش