،
،
يوم الأحد الساعة الخامسة صباحا
غرفة صغيرة تتكدس في إحدى زواياها حقائب متوسطة، تدل على اغتراب ساكنيها
وفي بقية أرجائها تمتد أجساد ملقاة بلا حيلة حيث أن كل فراش هو المكان الوحيد لصاحبه
ولأن الجو بارد اختاروا دفن أنفسهم في اللحف، أرسلت الشمس أشعتها وكان لنافذتهم نصيب من طرقها
: الشمس هي الوحيدة التي تعامل الجميع بانصاف
: لا بد أن أعمل هنا مزيدا من السنوات المال الذي أحصّله لن يكفي لإتمام زواجي
: هل تريدون شرب الشاي الآن أم في الدكاكين
: لم يعد هناك وقت دعونا ننهض
: تعرفت على كل نبرات السيد صاحب الدكاكين لست بحاجة للتعرف على صوته أكثر
يوم الأحد الساعة السابعة صباحا
الطريق مزدحم لأنه يوم دوام رسمي مما أدى لتوقف السير وفي إحدى الحافلات التي تنقل الطالبات للجامعة
استفاقت فتاة من شرودها بابتسامة
: ما أجمل منظرهم
: من هم؟
: هنا على اتجاه نافذتي هل تلاحظن أولئك العمال في الدكاكين الصغيرة
: اوه حقا بساطتهم جميلة
وتنطق أخرى بعد أن حررتها دهشتها
: هل رأيتن كيف نفض السجاد؟
: منظرهم هكذا يناسب الصباح
: يناسبه جدا، ملتفون على بعضهم وبأكفهم أكواب الشاي ومعاطفهم التي لا يهتمون بتناسقها مع ملابسهم
: هم متناسقون مع الحياة
يوم الأحد الساعة السابعة وعشر دقائق صباحا
انفك الازدحام بدأت السيارات حركتها، ابتسم السائق على حديث الطالبات
وأطلق "يا رب يا كريم " بصوت مرتفع أعاد الهدوء للحافلة
يوم الأحد الساعة السابعة والربع صباحا
انهمرت السماء بالمطر