صناعة الآجر في العراق
حرفة عريقة يصل عمرها إلى أكثر من خمسة آلاف عام وما زالت قائمة بنفس التقاليد والاساليب في بلاد الرافدين. التفاصيل في ملف للصور.
صناعة الآجر في العراق قديمة جدا وبدأت مع نشوء الحضارات القديمة فيه، كالسومرية والبابلية. الآجر له تسميات محلية مختلفة حسب طريقة صنعه فهو طوف ولَبِن وطابوق. التفاصيل في ملف للصور.
صناعة الآجر تبدأ باستخراج الصلصال ونقله إلى مكان الصنع. في البدء تكون كتل الطين المسماة (الطوف) تتكون من طين مخمر (صلصال) ممزوج بالقش .
كتل (الطوف) توضع في قوالب منتظمة الأبعاد تتشكل بموجبها قطع الآجر المنتظرة وتسمى هذه الكتلة الطينية المنتظمة الأبعاد بـ (اللبن)، لا زال (اللبن) مستخدما في بناء الدور الريفية في البلد.
عملية قولبة الآجر تتم في قوالب من الخشب يغطى سطحها بالرمال كي لا يتلصق الآجر بالقالب. ويوشع الخليط عدة أيام في العراء لتجف.
في الألف الثالث قبل الميلاد عرف العراقيون طريقة شي الحجر (اللَبِن) بالنار وأسموه بالطابوق. والفرن الذي يشوى فيه الطين يدعى " كورة".
توضع الحجارة في أفران تقليدية مقفلة وتبقى قوالب الطين فيها ما لا يقل عن 12 ساعة. ولاستخراج الآجر يتطلب أولا تبريد الفرن، هذه العملية تحتاج عدة أيام.
تشارك حيوانات الحمل، العاملين رحلة التعب الساخنة. الحمار عنصر حاسم في العمل..وفي الغالب ينفق الحمار لشدة المشقة وقلة العلف.
غالبا تكون معامل الآجر قريبة من الأنهار لتسهيل عملية النقل وقريبة من مناطق استخراج الصلصال. تقع معامل الآجر اليوم ضمن احزمة المدن الكبيرة وغالبا ما تلوث البيئة بسبب استخام النفط الاسود كوقوقد لها.
رحلة تصنيع الآجر تمتد من أسبوع إلى أسبوعين. وسابقا كانت تتم عملية التجفيف دون أفران قديمة فلذلك تتطلب صناعة الآجر أشهرا من العمل.
قوالب الأحجار القديمة وقياساتها متوارثة وطريقة تصنيعها ما زالت مستعملة لغاية اليوم، لذلك بقيت أحجام الآجر دون تغيير.
هم ومشقة تستهلك حياة الانسان في الافران وهو يتآكل وسط الغبار والنار والدخان الغليظ ، وتنهك حياة الحيوان وتدمره. القسوة هنا هي قانون الشياء.
النساء والأطفال يؤدون هنا العمل الاصعب ، الحلقة الاضعف دائما هي الخاسرة، فيما يقتصر عمل الرجال على شي الطين في الأفران وفي نقل البضاعة. البنت تغطي فمها لتتقي الدخان الغليظ والغبار. المؤلف: زمن البدري تحرير: ملهم الملائكة