انهار واحد من ابرز معالم قرية جسر الزرقاء وتاريخها وتراثها هذا الاسبوع برحيل عميدة القرية ومربية اجيالها المتعاقبة الحاجة مريم عماش، التي توفيت عن عمر ناهز 124 عاما، كما هو مسجل في بطاقة هويتها، واذا ما تم التأكد من صحة هذا التسجيل في الهوية بشكل رسمي وموثوق، فانها قد تكون اكبر معمرة في التاريخ، في حين ان اكبر معمرة سجلت في العالم حتى اليوم هي الفرنسية جان كلمان، التي بلغت من السن 122 عاما في وفاتها.


رحمك الله
تركت المرحومة مريم عماشة وراءها نسلا من الابناء والاحفاد، وأحفاد الأحفاد ذرية تعد نحو 600 نفر، أكبر ابنائها تجاوز الثمانين ولها حفيد تجاوز الخمسين، أما في هويتها فقد سجلت سنة الولادة المثيرة للدهشة 1888 أي انها كانت على وشك دخول عامها الـ 125 في الايام القريبة لولا ان الموت أمهلها قليلا!!
تحول منزل المرحومة مريم عماش الى مزار من قبل سكان منطقة شاطئ الكرمل عربا ويهودا، وحتى ان السياح الأجانب الذين كانوا يصلون الى المنطقة كانوا يعرجون على بيتها للاستفادة من نصائحها ومعرفة سر عمرها المديد، وكان الجميع يعرف انها اكبر معمرة في البلاد ومن اكبر المعمرات في العالم كافة.

وقد روى ابناء وأحفاد المرحومة مريم عماش، سر عمرها المديد بأنها كانت تحرص على النوم 7 – 8 ساعات في اليوم، وكانت تتناول زيت الزيتون كل صباح، ولا تأكل سوى من الطبيعة، وتحب الطبيعة والتنزه فيها، والأهم من كل ذلك انها لا تعرف الغضب بل كانت كثيرة الضحك والابتسامة لا تغيب عن محياها. وكانت إنسانة معطاءة الى أبعد الحدود وقد عرفت بكرمها وعطائها اللامتناهي.
قبل اسبوع واحد شعرت مريم عماش (124 عاما) بوعكة صحية وقد أدركت ان النهاية قد دنت، وقبل ان تنقل الى مستشفى هيلل يافي في الخضيرة أوصت أفراد عائلتها بأن يحرصوا على بعضهم البعض، وان يحافظوا على وحدة العائلة الموسعة، وصلة الرحم. وكان عته الشيخوخة قد نال منها ونشب مخالبه في جسدها وبعد ساعات من وصولها الى المستشفى لفظت انفاسها الأخيرة مودعة الحياة.
ماجد عماش حفيد الفقيدة مريم والذي تجاوز الخمسين، قال لمراسلنا انه لا يذكرها الا عجوزا منذ مجيئه الى الدنيا، وأن جميع المعمرين في القرية يعرفون انها الأكبر بينهم، وقال ان العائلة لا تسعى لتسجيل الجدة مريم كأكبر معمرة في التاريخ، في موسوعات الأرقام القياسية ما لم يتوجه اليهم أحد.
وعن سر عمرها المديد قال ماجد: "جدتي لم تحقد على أحد كانت محبة، وحريصة على أكلها، كانت تتناول وجبة رئيسية واحدة وصحية (من الطبيعة) عند الساعة السادسة مساء، وكانت تستيقظ كل فجرا كل يوم وحريصة على نظافة جسدها وروحها. وأكد ماجد ان جدته عندما شعرت بوعكة صحية مطلع الاسبوع، وطلبت نقلها الى المستشفى، كانت تلك هي المرة الاولى التي تدخل فيها الى المستشفى، أما من حيث الوعي والذاكرة فقال ماجد انها كانت بكامل وعيها وذاكرتها الثاقبة