عرفت الأختام منذ آلاف السنين , حيث كانت وسيلة للتصديق على الأوامر والقرارات التي يلجأ لها الملوك والقادة والوزراء وغيرهم من كبار القوم .
وقد تطورت هذه الأختام واختلفت من عصر إلى عصر , ففي العصور القديمة كانت عبارة عن قطع منحوتة من الحجر أو المعادن , يرسم عليها صورة الملك أو الشخص الخاص به الختم , أو يكتفي برمز ما أو عدة حروف , أو ينحت اسمه كاملا على الختم مع العبارات التي يريدها , وهذا غالبا ما كانت عليه الأختام في العصور الوسيطة أو قريبة العهد من هذا العصر.
أما في عصرنا الحاضر فقد تطورت الأختام إلى درجة كبيرة , غير أن هذا التطور لم يكن إلا من خلال جودة النقوش ونوع الخامات التي تصنع منها , فبدلا من الحديد والنحاس وغيرها من المعادن التي كانت تستخدم لصناعة الأختام مما يجعلها ثقيلة الوزن ومرهقة للنقاشين الذين يقومون بصنعها – جاء المطاط ليكون البديل الأنسب للمعادن , لما يتمتع به من مرونة وخفة , ولذا فقد كان بديلا مثاليا لغيرة من الخامات .
وفي الوقت الذي اقتصرت فيه الأختام المطاطية على المنشآت والأعمال المكتبية المختلفة – بقيت الأختام المعدنية المنقوشة تستخدم في صناعات أخرى متنوعة كتلك التي تقوم بختم منتجاتها الكرتونية أو غيرها بأختام كبيرة آلية تكون بمثابة تصديق عليها أو شعار لها , كما بقي الكثير من الأشخاص يحملون هذه الأختام للتصديق على الوثائق وغيرها وخاصة من لا يجيدون التوقيع الكتابي , أو الأميين الذين لا يجيدون القراءة والكتابة , بحيث يحمل كل منهم ختمه معه على شكل خاتم أو قلادة أينما ذهب .
وبالطبع فقد اندثرت تقريبا في الوقت الحاضر الأختام المعدنية , سواء تلك التي تستخدمها المصانع أو التي يحملها الناس معهم , فقد أضحت المصانع والمعامل الحديثة تستخدم بدلا عن هذه الأختام المعدنية ملصقات مطبوعة أو تستخدم الطباعة مباشرة على منتجاتها , أما الأفراد فقد استبدلوا أختامهم المعدنية بأخرى مطاطية صغيرة تأتي مدموجة غالبا في أ قلام مصنوعة خصيصا لتلك الغاية .
وسواء كانت هذه الأختام نحاسية أو مطاطية فقد كانت في الأساس حرفة فنية ومهارة امتهنها الكثير من ذوي الموهبة والدقة في النحت أو عمل القوالب وكذلك الخطاطين الذين اعتبروها جزء من نشاطهم , وكانت إلى عهد قريب هناك الكثير من الورش المتخصصة في عمل الأختام , فإذا كانت معدنية فقد فحرفي المسكوكات المعدنية هم من يتولى صناعتها , اما إن كانت مطاطية فكثير من الخطاطين يجيدون عملها مستعينين بآلات بسيطة لهذا الغرض أو متعاونين مع المطابع التي لديها إمكانيات أكبر .
أما عن طريقة صنع الأختام المطاطية – فهي تبدأ بعمل تصميم معين للختم المراد صناعته , ثم يتم عمل ما يسمى ب ( كليشة ) من مادة معدنية لينة , ومهمة هذه الكليشة أن تكون عبارة عن قالب يصب فيه مادة المطاط ثم بعد أن تجف تصبح عبارة عن رقاقة بارزة المعالم تثبت على قطعة من الخشب مما يكون ختما بمقبض خشبي أو غيره وذات قاعدة مطاطية هي الختم .
ثم تطورت وسائل صناعة الأختام حتى أضحت هذه الرقاقة يتم كبسها آليا بواسطة آلات مخصصة لهذا الغرض ,بعد أن تقوم نفس الآلة بعمل كليشة منا سبة له , وفي مرحلة لاحقة أضحت هذه المكائن أكثر تطورا بعد أن دخلت في عالم التقنية الحديثة , حيث لم يعد هناك حاجة للكليشات والكبس بعد أن أصبحت هناك آلات من الليزر تستطيع حفر المادة البلاستيكية أو المطاطية أو حتى أية مادة بدقة عالية وجهد وزمن أقل , ومن خلال تصميم حاسوبي دقيق .
أما حاليا فلم يعد هناك حاجة للأختام التقليدية بجميع أنواعها , فقد أصبحت الأختام الالكترونية هي السائدة في الوقت الحاضر , مما سهل الكثير من الإجراءات وحال دون تزوير كثير من الوثائق من خلال مهرها بأختام مزورة , ولعل العملات الورقية والشيكات كانت في مقدمة الوثائق والمستندات التي يتم ختمها الكترونيا , حيث وضعت فيها أشكال أو رموز أو شفرات معينة تثبت أصالتها أما بطريقة مطبوعة تتم عليها مباشرة أو تكون مدمجة صناعيا في الخامات الورقية .