أنواع النظريات النفسية
هناك العديد من نظريات علم النفس، ولكن يمكن تصنيف معظمها على أنها واحدة من أربعة أنواع رئيسية:
نظريات النمو
توفر نظريات النمو Developmental Theories إطارًا للتفكير في النمو البشري والتطور والتعلم. فإذا سبق لك أن تساءلت عما يحفز الفكر والسلوك الإنساني، فإن فهم هذه النظريات ويمكن أن يوفر لك فهما جيدا للأفراد والمجتمع.
وتوفر نظريات النمو مجموعة من المبادئ والمفاهيم التوجيهية التي تصف وتشرح النمو البشري. وتركز بعض نظريات النمو على التفكير الأخلاقي، مثل نظرية كولبرج للتطور الأخلاقي. وبعض النظريات الأخرى على مراحل النمو طوال العمر، مثل نظرية إريكسون للنمو النفسي والاجتماعي.
النظريات الكبرى
النظريات الكبرى Grand Theories هي تلك الأفكار الشاملة التي غالباً ما يقترحها كبار المفكرين مثل سيغموند فرويد وإريك إريكسون وجان بياجيه.
وتشمل نظريات التطور الكبرى نظرية التحليل النفسي، نظرية التعلم، النظرية المعرفية. وتسعى هذه النظريات إلى شرح الكثير من جونب السلوك البشري ولكنها غالبًا ما تعتبر قديمة وغير كاملة أمام الأبحاث الحديثة. وغالبًا ما يستخدم علماء النفس والباحثون النظريات الكبرى كأساس للاستكشاف لكنهم يفكرون أيضًا في النظريات الصغرى والأبحاث الحديثة أيضًا.
نظريات الصغرى
تصف النظريات الصغرى Mini-Theories جانبًا صغيرًا جدًا من جوانب التطور. وقد تشرح النظرية الصغرى السلوكيات الضيقة نسبيًا، مثل كيف يتكون تقدير الذات أو التنشئة الاجتماعية في مرحلة الطفولة المبكرة.
وغالبًا ما تكون هذه النظريات متجذرة في الأفكار التي وضعتها النظريات الكبرى، لكنها لا تسعى لوصف وشرح كامل السلوك البشري والنمو.
النظريات الناشئة
النظريات الناشئة Emergent Theories هي تلك التي تم إنشاؤها مؤخرًا نسبيا وغالبًا ما يتم تشكيلها من خلال الجمع بين عدد من النظريات الصغرى المختلفة. وتعتمد هذه النظريات غالبًا على الأبحاث والأفكار من تخصصات مختلفة ولكنها لم تنتشر بعد على نطاق واسع مثل النظريات الكبرى.
والنظرية الاجتماعية الثقافية التي اقترحها المنظر ليف فيجوتسكي هي مثال جيد لنظرية التطور الناشئة.
أمثلة لبعض النظريات في علم النفس
هناك العديد من نظريات علم النفس المعروفة على نطاق واسع والمرتبطة بفرع من فروع علم النفس. وتشمل:
النظريات السلوكية
علم النفس السلوكي، المعروف أيضًا باسم السلوكية، هو نظرية للتعلم تستند إلى فكرة أن جميع السلوكيات يتم اكتسابها من خلال التكييف. وتأسست على يد علماء نفس مشهورين، مثل جون واتسون و بورهوس فريدريك سكينر.
واليوم، لا تزال التقنيات السلوكية تستخدم على نطاق واسع في البيئات العلاجية لمساعدة العملاء على تعلم مهارات وسلوكيات جديدة.
النظريات المعرفية
تركز النظريات المعرفية في علم النفس على الحالات الداخلية، مثل الدافع وحل المشكلات واتخاذ القرارات والتفكير والانتباه. تسعى مثل هذه النظريات إلى شرح العمليات العقلية المختلفة بما في ذلك كيفية معالجة الدماغ للمعلومات.
النظريات الإنسانية
بدأت نظريات علم النفس الإنساني تزداد شعبية خلال الخمسينيات من القرن الماضي، فبينما ركزت النظريات السابقة غالبًا على السلوكيات غير الطبيعية والمشكلات النفسية، إلا أن النظريات الإنسانية ركزت بدلاً من ذلك على الخير المتجدر في البشر. ومن بين المنظرين الإنسانيين الرئيسيين كارل روجرز وأبراهام ماسلو.
نظريات الشخصية
ينظر علم نفس الشخصية إلى أنماط الأفكار والمشاعر والسلوكيات التي تجعل الشخص فريدًا. وبعض النظريات الأكثر شهرة في علم النفس مكرسة لموضوع الشخصية بما في ذلك نظرية سمات الشخصية، ونظرية السمات الخمس للشخصية، ونظرية إريكسون للتطور النفسي والاجتماعي.
نظريات علم النفس الاجتماعي
يركز علم النفس الاجتماعي على مساعدتنا في فهم السلوك الاجتماعي وشرحه. وتتركز النظريات الاجتماعية عمومًا على ظواهر اجتماعية محددة، بما في ذلك سلوك المجموعة والسلوك الاجتماعي الإيجابي والتأثير الاجتماعي والحب وغير ذلك من الموضوعات.
أسباب دراسة نظريات علم النفس
في دورات علم النفس، قد تجد نفسك تتساءل عن مدى ضرورة معرفة نظريات علم النفس المختلفة، وخاصة تلك التي تعتبر غير دقيقة أو قديمة.
ومع ذلك، فإن كل هذه النظريات توفر معلومات قيمة عن تاريخ علم النفس، وتطور الفكر في موضوع معين وفهم أعمق للنظريات الحالية.
ومن خلال فهم كيفية تقدم التفكير، يمكنك الحصول على فكرة أفضل ليس فقط عن مكانة علم النفس، ولكن إلى أين يمكن أن يصل في المستقبل.
وتوفر دراسة النظريات العلمية الأخرى خلفية لما يفهمه الباحثون حول كيفية عمل العالم الطبيعي. ويمكن أن يساعدك التعليم العلمي المتين في فهم ما يعنيه الباحثون عندما يتحدثون عن البحث العلمي، وكذلك تحسين فهمك لكيفية تكوين التفسيرات العلمية للسلوك والظواهر الأخرى في العالم الطبيعي، والتحقيق فيها، وقبولها من قبل المجتمع العلمي.
وفي حين يستمر النقاش حول مواضيع مثل تغير المناخ والتطور، فإنه من المفيد دراسة العلوم والنظريات التي انبثقت عن هذا البحث، حتى عندما يكون ما يتم كشفه في كثير من الأحيان قد يكون حقيقة قاسية أو غير مريحة.
وكما أوضح كارل ساغان Carl Sagan ذات مرة، “من الأفضل بكثير فهم الكون كما هو عليه حقًا على الاستمرار في الوهم، مهما كان مرضيا ومطمئنا”.