النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

(ذهب الذين نحبهم )

الزوار من محركات البحث: 14 المشاهدات : 269 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    النبيل
    تاريخ التسجيل: March-2016
    الدولة: مملكة ميشا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 11,353 المواضيع: 1,129
    التقييم: 20343
    مزاجي: هوائي
    أكلتي المفضلة: برياني
    موبايلي: Iphone 8
    مقالات المدونة: 14

    (ذهب الذين نحبهم )

    (ذهب الذين نحبهم )
    لم تكن طفولتنا سيئة، أبي لم يكن ليسمح بذلك! صباحا وقبل انطلاقنا للمدرسة ،التي تقع خلف دارنا ببضع عشرات من الأمتار
    ،توقظنا امي بصوتها العميق الدافىء، يحدق اكثرنا نحن الصبيان الأربعة في سقف الغرفة، نحاول قدر الإمكان إطالة فترة مكوثنا
    في الفراش الممتد على طول الغرفة! كنت اتعمد البقاء لأطول فترة ممكنة، أعرف أي منظر ستبصره عيناي في الخارج!. لقد عاد أبي
    ، يطل وجه أخي آخر العنقود ليخبرني بذلك. اغمض عيناي ثم أعد حتى ثلاثة، أجده يقف في باحة الدار، كما في كل مرة بعد عودته
    من صيد السمك، الماء يقطر من ثيابه التي رفعها وشدها حول وسطه،ومن سرواله الداخلي الطويل ذو اللون الكالح والذي يصل حتى ركبتيه!
    احدق في شفتيه، أنه يرتجف من رأسه حتى اخمص قدميه، لكنه يضحك بعذوبة ويمزح مع أمي المبتسمة الفخورة واخوتي الذين فارق النعاس
    اعينهم،ينظر صوبي والبسمة لاتفارق شفتيه، يهمس لأمي بشيء، فتمتد يد هذه الأخيرة لتعزل على جنب الأسماك الكبيرة والفخمة!إنها حصة
    الأولاد، هكذا يقول لها قبل أن تتسلل يده الماهرة لتزن باقي الأسماك. تجمع أمي أكياس السمك وتخبىء الجميع تحت عباءتها السوداء ،تنطلق
    للخارج بملامح تشي بالفرح والكبرياء! نسمع صوت طرقات باب الجيران، إن أمي ماهرة في بيع بضاعتها ،هكذا أتخيلها لو أرادت أن تقول شيئا ما!
    اواصل التحديق في سيقان ابي الرفيعة، يجذبني منظر العروق الزرقاء النافرة، يتتبع نظراتي، يدنو صوبي، تمتد أصابعه، يربت على كتفي، يقول :
    -اخوتك مشاكسون لكن طيبون! راقب وضعهم الدراسي، أنت الأفضل عزيزي. يستدير صوب الحمام بعد أن يتنهد، تمتد أصابعه ويسدل الستارة.
    يلوح خيال امي من خلف الباب، بملامح طافحة بالزهو،تبحث بعينيها عن رجلها الأوحد، تستقر نظراتها على الستارة المسدلة، تخبىء النقود في
    جيبها، ثم تمشي بخطوات واثقة صوب الحمام. بعد سنوات طويلة يخبو وهج كل شىء، تختفي الوجوه الحلوة، وتضمحل الملامح، ادنو من نافذة
    غرفتي ،تأخذ الذكريات بيدي شيئا فشيئا، المح بوضوح على زجاج النافذة البراق فقط ،عروقا زرقاء نافرة!


  2. #2
    أنيلا
    تاريخ التسجيل: April-2020
    الدولة: في كل نعمه وجدت آلاء
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 6,218 المواضيع: 267
    صوتيات: 22 سوالف عراقية: 56
    التقييم: 10657
    مزاجي: سو ساد
    المهنة: طالبة طب ضرورس :)
    أكلتي المفضلة: كل شي اسمه اكل
    موبايلي: يُطك صور ، ويشغل اغاني ؛)
    جميل , متابعه

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال