مباهج الشهر... عراقية
أقبل شهر الصيام الكريم، فهلت بركاته وهبت نسائمه... والناس في احتفاء بمقدمه كشهر للتجدد الروحي والبدني، إن بالنسبة للفرد أو المجتمع. وفي مدينة إسلامية عريقة، لها تقاليدها الرمضانية الأصيلة، مثل بغداد (دار السلام)، ينفرد رمضان بخصوصيات تميزه، لاسيما لجهة اجتهاد البغداديين في إعداد الأطباق والأطعمة التي تعين الصائم على أداء صومه. ومن أوجه ذلك الاجتهاد حرصهم على صناعة الحلويات وتنويعها -أشكالا وألواناً ومذاقات- في هذا الشهر الفضيل، حتى صارت العراق بلداً مشهوراً بحلوياته الرمضانية المعروفة. وفي هذا المخبز البغدادي، نرى مجموعة من الرجال الخبازين وهم يعدون الحلويات استعداداً للشهر الكريم، وقد ظهر أحدهم وهو يحمل صحناً كبيراً لتعبئته بالبقلاوة المحشية بالبندق، وهي عمدة الحلويات العراقية، بينما يبدو على الطاولة صحن كبير آخر به بعض البقلاوة. أما الصحون الأخرى الأصغر، فاحتوت على البرمة والزلابية والداطلي (لقمة القاضي). وفي هذا الشهر أيضاً تجهز الأفران العراقية الكيك بأنواعه، والبسبوسة بالبندق، وكل من المدكوكة والكليجة بحشو التمر، والغريبّة، والشيرة، وزنود الست... علاوة على نهر خوز الشهيرة في البصرة والزبير، وحلاوة الجزر المعروفة في كربلاء والنجف. إنها مباهج تفنن العراقيون في إجادتها، إكراماً للشهر وعوناً للصائمين على صيامه وقيامه.
المصدر (أ.ب)