عادات وتقاليد الزواج القديمة في سنجار
كانت شنكال و ما تزال تزدهر بالتراث الأصيل و عادات مميّزة لها وقعٌ خاص في نفوس الجميع و منها تقاليد الزواج في المجتمع الشنكالي و خاصةً بأيام زمان …
تتميّز عملية الزواج في شنكال بمرحلتين و هما ( الخطوبة ، و حفلة العرس أو الزواج ) ، ناهيّك عن الطريقة الأخرى و هي الزواج بالخطف ( و هي عملية أو طريقة في الزواج تتناقض حولها الأفكار و الآراء حتى الآن ، لَن ندخل في تفاصيلها بموضوعنا هذا ) .
المرحلة الأولى : الخطوبة
كان أهالي شنكال يعيشون في مجتمع و ( لا زال نوعاً ما ) يسوده الطبقة الاجتماعية و الأُسرية ، لذلك فقد كانت العلاقات الاجتماعية هي التي تسيطر على الروابط العائلية و منها الزواج .
فإذا أرادَ أحدهم الزواج بفتاةٍ ما يقوم بإخبار أهلهِ أو مَنْ ينوبهم ، فيستعدّون بالذهاب إلى بيت الفتاة من خلال وفد له القيمة و الحضور بين الناس ، و إذا اقتربت أفكارهم حول الموضوع و طريقة دفع المهر يتم إعلان الموافقة بخطوبة الفتاة إلى الشابّ المعني بالأمر ، و تُوزَع الحلوى على الحاضرين و الجيران كدلالة على إتمام الخطوبة ( و في أغلب الأحيان تكون الحلوى الموّزعة حَبّات التين الشنكالي ) ، بعدها يعود الوفد إلى بيت وليّ أمر الشاب لإتمام الفرحة و تبشيرهم بحصول الموافقة على الخطوبة و كذلك يقومون بتوزيع الحلوى على جيرانهم .
أمّا الفتاة المعنية بالخطوبة .. فلَمْ تكن لها رأي بموضوع الخطوبة أو الزواج سوى تقليدها محبس ( خاتم ) ذهبيّ تدل على خطوبتها ، و بأكثر الأحيان لَم يكن للشاب أيضاً رأي بذلك الموضوع .
ماذا كان يُدفع من المهر ؟
كان المهر محدَّد و بعدَّة طرق ، و لكن الطريقة الشائعة في دفع المهر كانت الـ ( كيس + به ر ته لف ) :
1 / الكيس : عبارة عن كيس نقدي من المال = 7 سبعةُ دنانير ، و هناك مَنْ يقول أنَّه يساوي ( سبعة دنانير و نصف الدينار ) .
2 / به ر ته لف : كلمة كوردية تسمى ب ( التعويض ) .. التعويض عن شيء مفقود أو المبادلة ، و كان يتمّ التعويض عن الفتاة بـ ( فتاة من بيت الشاب أيّ كصة بكصة ، قطعة سلاح ، قطعة أرض ، بستان زراعي أو حصة من أشجار التين أو شابه ، مواشي .. الخ ) .
و في بعض الأحيان كانت جميع تلك التعويضات يتمّ طلبها من بيت الشاب الراغب بالزواج و خاصةً في حالة الخطف .
المرحلة الثانية : حفلة العرس أو الزواج
1 ) قبل حفل الزواج
أ _ الاستعداد لحفلة العرس : كانت المؤونة تُحضَر بمساعدة الأهالي و الجيران في المنطقة حيث يتمّ تحضير ( البرغل ) و بقية أنواع التجهيزات اللازمة للحفل ك ( الدهن ، الماء ، الحطب ، و ترتيب المكان .. الخ ) .
كان مُجازاً للعروس المتزوجة حديثاً أن تُشارك في تلك الأعمال بشرط أن تلبَس الكوفية* الدالّة على حداثتها الزوجية .
كانت الحنطة المستعملة لصناعة البُرغل من النوع الخشن ، و كانت هناك أغاني خاصة بحفلات العرس مع الدق على الحنطة المستعملة لتنعيمها ، يردّدونها الحاضرون للتعبير عن حالة الفرح و الرضا بين الجميع .
ب _ إرسال الدعاوى : كانت تُرسَل الدعاوى إلى المعارف و الأصحاب ، و كانت تلك الدعاوى عبارة عن ( حذاء = بيلاف ) أو ( غُترة = دسمال أو جه مه دانى ) .
و بعد أن يُبلّغ المدعوّين بيوم العرس كانوا يحضرون قبل يوم العرس بيوم مثلاً ( يوم الجمعة يكون العرس .. فيحضرون يوم الخميس ) ، و كان صاحب الطبل و الزرناية أو المزمار موجودين للمناسبة .
ج _ واجبات العريس و العروس قبل الزواج :
كان مفروضاً على العريس أن يختار ( أخ الآخرة )* ، و كذلك بالنسبةِ للعروس فقد كانت مُلزمة باختيار ( أخ الآخرة أو أخت الآخرة ) .. و لا زالت تلك الفرضية قائمة عند الأيزديين إلى يومنا هذا .
كانت هناك إجراءات أخرى تُتخذ قبل حفلة العرس و منها حضور أصحاب الطبل و الزرناية ( الفنانين ) فيعزفون الألحان الغنائية المتعلّقة بالفرح و يوم الزواج ، و يأخذ الحاضرون بتشكيل حلقات الدبكة .
و في الليل .. رفاق العريس يجتمعون حوله ، و يُمازحونه بأمور الزواج ، وهو أيضاً يتوعدهم بمعاقبتهم عندما يصبح ( باشا )* في الغد .
2 ) يوم العرس
كانت العروس تُحمَل على المَهين ( الفرس الأنثى ) للتوجه بها إلى بيت زوجها حيثُ كان أحد الأشخاص من طبقة الشيخ ( إحدى طبقات الديانة الأيزدية ) هو الذي يقوم بتسيير الفرس من رأسها ( حيثُ كانت وسيلة السير بالسيارات معدومة تماماً لعدم توّفرها ) .
يتبادَر إلى الأذهان .. لماذا كانت تُحمَل العروس على الفَرَس الأنثى دون الذكر منها ؟
جواب ذلك .. أنَّه باعتقاد الأيزديين في شنكال أنَّ العروس التي تركب الفَرَس الذكر في يوم عرسها قَد لا تنجب الأولاد أيّ تًحرَم من الذُرية .
تتوجه العروس إلى بيتها الجديد ، و هنا تُجدَر الإشارة إلى أنَّه قد لا يُرافقها أيّ شخص من عائلتها أثناء الرحلة لأنَّه يعتبر نوعاً من الخجل أو الاستحياء ، و لكن قد يُرافقها فتاة أو فتاتين من زميلاتها المقرّبات إليها لحين وصولها إلى بيتها الجديد حيثُ عريسها ينتظرها .
قبل وصول العروس إلى بيت زوجها .. كانت تؤخَذ إلى بيت ( الشيخ shix أو البييرpeer ) أو أحد المزارات الدينية القريبة للتبرك .
عندما تصل العروس قريبةً من بيتها الجديد .. تُطلَق طلقات ( عيارات ) نارية إنذاراً بوصول موكبها ، فيضطرّ العريس و مستشاريه* إلى الخروج بعيداً عن البيت حيثُ ينصحونه بأمور تتعلَّق بالحياة الزوجية و حياته بعد الزواج .
يزور العريس و إخوانه المستشارين أحد البيوت من طبقة ( الشيخ أو البير ) للتبرك أيضاً .
هنا تجدر الإشارة إلى أنَّه يجب على العريس زيارة أحد البيوت من طبقة الشيخ ( شيخ أبو الحسن ) من أجل مباركته* .
يبقى العريس واقفاً بمكانه حيثُ هو و جماعته إلى حين جلوس العروس بمكانها .. ثُمَّ يعود مع جماعته إلى البيت ، و قد يُختار لهم ديوان مجلس العشيرة للجلوس فيه نظراً لسِعَة مكان الجلوس فيه و أهمية المناسبة بالنسبة للعشيرة أو القرية ككُل ، علماً أنَّ ذلك المجلس مخصَّص للرجال فقط .. فيجلس العريس و إخوانه المستشارين بصدر الديوان أو المجلس .
يُبعَث خبر إلى مكان وجود العروس حيثُ هي واقفة ينبئهم بجلوس العريس في مكانه قائلين بأنَّ ( الباشا ) قد جلس في مكانه حتى تبدأ العروس بالجلوس هي الأخرى في مكانها المخصَّص و تأخذ راحتها ( حيثُ لا تستطيع الجلوس إلا بعد إعلامها أو إعلام مَنْ معها بجلوس العريس ) .
هناك نيشان ( القطيك )* مع العروس يُعطى لأحد الأشخاص كي يُوصلها حيثُ العريس و جماعته ( بأغلب الأحيان يقفون على أقرب تَلَّة أو مكان عالي ) ، يقوم أحد مستشاريه بشدّها حول رأسه ، و هنا تبدأ سلطات الباشا حيَّز التنفيذ ، و بعد ذلك يتوجه الجميع إلى الجلوس بمكانهم ( العريس إلى مجلس العشيرة أو القرية ، و العروس إلى المكان المخصَّص لها بالجلوس حيثُ تجتمع حولها النساء و الفتيات ) عندئذٍ يمكن للباشا إصدار الأوامر و محاكمة إلى حيثُ مَنْ يشاء من بين الحاضرين في المجلس ، و قّد يُرسَل في طلب أحد الغائبين عن المجلس لإجراء محاكمته .
بما أنَّه تشكلَّت بما تشبه المحاكمة .. إذاً لا بُدَّ من وجود ( قاضي ، و انضباط ) يساعدون الباشا بتنفيذ الأوامر ، فيقوم العريس و مستشاريه بتوجيه تُهمةٍ ما إلى أحد الأشخاص من بين الحضور .. عندها تعمل الانضباطية على جلبه و إركاعه أمام القاضي للاستجواب ، فيبدءون معه مثلاً بالآتي :
لماذا لم تكن حاضراً بيننا ليلة أمس ؟ أو لماذا لا تقوم بتنفيذ واجباتك بمناسبة العرس ؟ أو لماذا تكلّمتَ عن الباشا و مستشاريه بكلام غير لائق ؟
فتبدأ المحاكمة .. صاحب التهمة أيضاً يحاول الدفاع عن نفسه و إثبات العكس للحضور و للقاضي بالذات ، و لكن إذا ثُبتت التُهمة عليه يُلزَم بالخسارة من أجل الحفلة ، و إذا رفض المساهمة في مصاريف الحفل ( حسب قرار القاضي ) يتم معاقبته عملياً بحيث تُجرى له حركات مؤلمة في جسده و هو يستغيث و يتوَّعد .. فيبدأ الحاضرون بالضحك و المرح من مشاهدة الحالة .
تلك المحاكمة .. تجرى لإضفاء صفة المرح و الضحك بين الحاضرين من اجل مناسبة العرس ، و لا تُخلّف أيّ نوع من الحقد أو التقليل من شأن الشخص المتهم أو الذي يتم محاكمته .
سلطات الباشا :
تبقى سلطات الباشا نافذة لحين وجود النيشان ( القطيك ) حول رأسه ، و لكن إذا نُهِبَت من رأس الباشا ( و هذه العملية أو المحاولة تُلاقي مقاومة شديدة من جماعة العريس ) لأنَّ حكمهم يتوقف على وجود ذلك المنديل على رأسه و بفقدانها ينتهي حكمهم على المجلس .
تلك الحالة أعلاه .. تشبه حالة وجود حكومة ، و معارضة لها في الحكم .
لا بُدَّ من نهب المنديل و يتم ذلك بالفعل من قِبَل أحد الأشخاص ، و الذي بدوره يتحمَّل كُلّ أساليب المقاومة بما فيها الألم الجسدي بسبب الضرب من جماعة العريس لأجل الحصول على رمز الحكومة ( المنديل ) ، و إذا حصل عليها فأنَّه يتوَّجه إلى المكان الذي تتواجد فيه لعروس ليُعطيها للمتواجدين مع العروس ، و على الأغلب ( تتواجد مع العروس النساء و الفتيات ) .
تقوم العروس و زميلاتها بعد استلامهن المنديل بإعطاء ذلك الشخص ( الذي ظفر بالمنديل ) شيء مادّي كأن يكون مبلغ مادّي أو أيةِ هدية مادّية أخرى ، و في حالة عدم نهب المنديل من رأس العريس .. يتم إعطائها لشخص فقير الحال مادّياً من بين الحضور في المجلس أو القرية ( رفقاً بأحواله المادّية ) فيأخذها إلى مكان وجود العروس فيُعطى النيشان ( أو المنديل ) إليها مقابل مبلغ مالي يُعطى له أو ( هدّية مادّية ) .. و هنا تنتهي مُدَّة حكم الباشا و أصحابه .
الدبكة :
بعد الانتهاء من طعام الغَداء ( حيث تُعمَل وليمة كبيرة و واسعة للمدعوّين و الحاضرين ) يذهب الجميع إلى تشكيل حلقات الدبكة على أنغام الزرناية أو المزمار مع الطبلة .
أثناء الدبكة .. كان العريس و جماعته يذهبون إلى الدبكة لحالهم ، و كذلك الحال بالنسبة للعروس و جماعتها هُنَّ أيضاً يذهبن إلى الدبكة لحالهن ( أيّ أنَّه كان مُخجلاً أن يذهب العريسين معاً إلى الدبكة ) .
يدبك الجميع فرحين بالمناسبة .. أمّا أصحاب الطبلة و الزرناية فأنَّهم يتفَنّنون بطريقة أدائهم و إظهارها للحضور ليكسبوا ودّهم و رضاهم فيُعطى لهم الشاباشية ( نثر الفلوس أو إعطائها لهم ) ، كما أنَّهم بذلك قد يكسبون ( مناسبات الأفراح المقبلة .. أيّ الدعاية الفنية ) ، تستمرّ الدبكة و الأفراح حتى المساء و قد تستمرّ لأكثر من يوم .
مع غياب الشمس .. يقلّ عدد الحاضرين في بيت العريس ما عدا الأقرباء الخصوصيين .
أمّا في المجلس .. فأنَّ الفنانين ( المطربين و الشعراء = سترانبيز ) يشاركون في الحفلة و خاصة في المساء ، و يظهرون مواهبهم الفنية و الغنائية ، حيث يغنّون المواويل العاطفية و الحماسية ، و الأغاني المتعلّقة بالزواج و جميعها تتعلّق بالفلكلور الأصيل و المجلس بأجمعه لهم مستمعين .
في هذه الأثناء يكون العريس و جماعته منشغلين بإتمام حفل الزواج .. حيثُ يتوَّجهون إلى مكان تواجد العروس وسط حذر شديد و صمت مُطبق في ذلك المكان .
يقوم أخوان العريس ( مستشاريه ) بمراقبة المكان ، يساعدهم في ذلك الحاضرين من الشباب للحيلولة دون حدوث مفاجآت ، حتى و إن حدث طارئ فأنَّهم لا يدعون العريسان يحسّون به قبل إتمام عملية الزواج .
عندما يتمّم العريس عرسه ، بحيث تصبح العروس زوجته .. تُطلق طلقة واحدة ( عيار ناري ) في الهواء نيشاناً بالزواج بين العريسين فتوزع الحلوى من جديد على الحاضرين .
الخيلى :*
هناك قطعة قماش خفيفة و ملونة توضع على رأس العروس تسمى ب ( الخيلى ) ، و تبقى على رأسها لحين مضي ( 7 ) سبعة أيام على زواجها ، و بعد مرور تلك الأيام يأتي أخوان العريس ( مستشاريه بيوم الزواج ) إلى العروس و يرفعون تلك القطعة الملونة من القماش ( الخيلي ) من رأس العروس ، و بذلك تصبح العروس حُرّة بمنزلها الجديد لتبدأ حياة جديدة .
بعدها .. تستعد العروس لزيارة بيت والدها حيث يُرافقها أصحاب العريس ( مستشاريه و بعض الأفراد من عائلته ) ، و تُرسَل معها بعض الهدايا مع وليمة طعام جاهزة تأخذها إلى بيت والدها ( في أول زيارة لها بعد الزواج ) .
تقوم عائلة العروس بدعوة نصيبهم الجديد ( العريس ) إلى بيتهم و معه أصحابه لرفع الكلفة بينهم حيث يصبح بمثابة فرد من العائلة .. و يُعطى لهم أثناء تلك الدعوة ما يتوفر من هدايا تقديراً لمكانتهم و معزّتهم ضمن العائلة .
هذا ما تيّسَرَ لنا بسرده عن تقاليد الزواج أيام زمان في شنكال ، و بعد تطوّر العصر و مرور الزمن .. تغيّرت عملية و تقاليد الزواج في شنكال حيث اضمحلَّت العديد من العادات و انقرضت العديد منها التي كانت تُمارس في الماضي و التي ( ذكرناها سابقاً ) ، حيث لم يتبقى منها غير البعض القليل :
1 / أخوان العريس ( المستشارين ) ، و عملية الحاكم و المحكوم لم تزل باقية إلى يومنا هذا .
2 / تذهب العروس إلى بيت أهلها بعد مرور ( 7 ) أيام من زواجها .
3 / العريسان .. يزوران إلى أحد البيوت من الطبقة الدينية ( الشيخ أو البير ) .
أمّا العادات التي تغيّرت فهي :
1 / تصعد العروس اليوم في أحدث السيارات عندما تُنقَل من بيت أهلها إلى بيت زوجها .
2 / بدلاً من قطعة القماش الملونة ( الخيلى ) .. تذهب إلى الكوافير و تؤجّر فستان الفرح .
3 / العريسان يجلسان جنباً إلى جنب في موقع بوسط الدبكة ( الديلانى ) يشبكان أيديها مع بعضهما .. بَلْ و يشربان العصير كُلٌّ من يد الآخر ، و يذهبان معاً إلى الدبكة ( ذلك الخجل المفروض لَم يعد موجوداً في الحالة .. و قد تكون هذه من الإيجابيات لتقوية أواصر المحبة بين الزوجين ) .
4 / بالإضافة إلى ذلك .. هناك نوعاً من التفاهم بين الشاب و الشابة قبل الخطوبة أو الزواج ، بَل أنَّ الموافقة الفعلية تتم بينهما قبل أن يتم الاتفاق بين عائلتيهما على عكس ما كان في الماضي ، و ذلك إيجابية أخرى من التغييرات التي طرأت على عادات و تقاليد الزواج في مجتمع شنكال .
تلك التغيّرات و التناقضات ما بين الماضي والحاضر ليست جميعها سلبية .. إذ نحن مُلزَمين أن نتماشى مع أمور و متطلبات العصر خاصةً فيما يتعلّق بالحالات الاجتماعية