أشهر 5 عادات ألفها العراقيون في رمضان
تجتمع أغلبية الشعوب المسلمة على عادة واحدة وواضحة خلال شهر رمضان المبارك، وهو التحلق حول مائدة الإفطار مع مغيب الشمس، إلا أن لكل شعب أو جالية مسلمة، عربية كانت أم لم تكن، عاداتها الخاصة في هذا الشهر، بين سلوكيات معينة، أو وجبات لا تغيب عن سفرة الإفطار الرمضاني.
في العراق، ربما تغير الكثير خلال العقد الماضي، ولكن لايزال الأمل بغد أفضل، والتعلق بروح الشهر الفضيل وما يجلبه من أمل بدعوات مستجابة، هو أكثر ما يجعله شهراً تتجدد فيه التقاليد الخاصة باستقبال رمضان، وتلك العادات اليومية التي لا يستغني عنها الشارع العراقي، في هذا التقرير سنتعرف على أشهر عادات العراقيين في رمضان
قراءة القرآن
معروف، ان كل بيت عراقي لا يخلو من المصحف الشريف، في رمضان غالبية الناس يلتزمون بشعائر شهر رمضان من صيام وصلاة وقراءة للقرآن، وحتى النساء غير المحجبات يرتدين الحجاب خلال شهر رمضان. أمّا المساجد، فتعيش أجواء مميَّزة في رمضان بطبيعة الحال؛ فتمتلئ بالمصلين وتَشتغِل المساجد قبل رمضان بصيانة دورية مكثَّفة للإنارة وأجهزة التبريد، وخصوصًا إن جاء رمضان صيفًا وفي العراق كما أنَّ المساجد تَنشَط في مُسابقات فكريَّة توزَّع خلالها جوائزُ ومصاحف وكتبٌ للفائزين في جوٍّ إيمانيٍّ وتنافُسي ممتع.
تبادل الاطباق
ومن بين العادات الرمضانية تبادل الأكلات بين الأهل والجيران، حيث تقوم كل عائلة بإرسال طبق معين من الأكلات إلى جيرانها. ومن عادات أهل العراق في رمضان كثرةُ التزاور فيما بينهم في رمضان، وإقامة الولائم العائلية، وكذلك يتميَّز العراقيون بإخراج الطعام قبل الإفطار إلى الجيران، فيحصل تبادلٌ رائع بأطباق الطعام المختلفة، حتى يجد صاحب الدار الواحد أن ليس في سفرة طعامه مما صنَعه هو إلا القليل، أما الباقي فهي أطباق منوَّعة جاءت من هنا وهناك. وتتنوع الأكلات العراقية الشهية في رمضان، التي تتقدمها شوربة حساء العدس واللبن البارد والتمر والبرياني والمقلوبة ومرقة الباميا والدليمية والدولمة والكبة الحلبية. أما الحلويات فأشهرها البقلاوة والزلابية.
كما يشتهر الطبق العراقي في رمضان بالتمر العراقي، والمعروف بـ(تمر البصرة) أو (الخستاوي) واللبن، كما تشتهر موائد العراقيِّين في رمضان بشراب (النومي بصرة)، وهو شرابٌ مميَّز يحتسيه العراقيون عند السحور والإفطار، ويقولون عنه إنَّه دواء للصداع
المحيبس
مع حلول شهر رمضان المبارك من كل عام تنتشر لعبة المحيبس التراثية في الشارع العراقي الشعبي بشكل لافت للنظر وتستهوي هذه اللعبة آلاف العراقيين من لاعبين ومشجعين، وتمارس في الأحياء والمقاهي الشعبية منذ مئات السنين.
وقد اشتهرت في أقدم المحال البغدادية القديمة كالكاظمية والأعظمية والجعيفرية والرحمانية فتقام مباريات بين أبناء المنطقة الواحدة، وبين المناطق المتجاورة مثل المباريات التي تقام كل عام بين منطقة الكاظمية ومنطقة الأعظمية.
تتكون اللعبة من فريقين كل فريق يتكون من عدد من الأشخاص قد يتجاوز العشرين ويجلس الفريقان بصورة متقابلة وبشكل صفوف ويقوم أحد أشخاص الفريق الأول بوضع خاتم (محبس) بيد أحد أشخاص فريقة ويتم اختيار أحد الأشخاص من الفريق الثاني ليعرف (يحزر) مكان الخاتم، ويتم تسجيل النقاط لكلا الفريقين حسب عدد المرات التي تمكن خلالها من معرفة مكان الخاتم، والفريق الذي يحقق الحد الأعلى من النقاط (21 نقطة) هو الفائز.
ومن طقوس هذه اللعبة أن يتناول الفريقان والجمهور بعد انتهائها بعض الحلويـات العراقيـة المعروفـة (بالزلابية والبقلاوة) التي يتحمل ثمنها الفريق الخاسر. تهدف لعبة المحيبس إلى تقوية أواصر المحبة والصداقة بين أبناء الحي الواحد، والتعارف وتوطيد المحبة والألفة بين أبناء المناطق المختلفة.
المسحرجي
المسحرجي هو شخصية رمضانية شهيرة بقيت حاضرة في قلوب العراقيين والبغداديين خصوصا، خاصة كبار السن ممن وعوا وجود "المسحرجي"، أو "أبو طبل"، أو "أبو طبيلة" كما يسميه أبناء البصرة.
و"المسحرجي" شخصية فلكلورية لازالت تجوب ليالي رمضان رغم الحداثة والتطور التقني، ورغم التطور الحاصل بوسائل الاتصال، إلا أن المسحرجي ظل مستمراً يعمل في بغداد والمحافظات وكثير من مدن العالم العربي والإسلامي.
"سحور... سحور... سحور"، هي تلك الكلمات التي اعتاد البغداديون على سماعها في أيام رمضان، ثلاث كلمات تليها ضربات طبل على إيقاع رمضاني مفعم بالحنين، لتعطي إلى الصائمين إشارة بوقت السحور، قبل بزوغ الفجر، وهنا تنتهي مهمة "المسحراتي" اليومية.
الكليجة
في الثلث الأخير من شهر رمضان يبدأ الناس بالاستعداد لاستقبال عيد الفطر المبارك من خلال تزيين البيوت لاستقبال المهنئين من الجيران، الأقارب، والأصدقاء، وتقوم ربات البيوت بصنع الحلويات والمعجنات خاصة (الكليجة) لتقديمها مع العصائر للضيوف الذين يأتون في العيد. كما يتم تجهيز ألعاب الأطفال (المراجيح، الزحليكات، دولاب الهواء) في الساحات والمناطق الشعبية.