تقويم الأسنان هو أحد تخصصات طب الأسنان الذي يتعامل مع التشخيص و الوقاية و تصحيح الأسنان و الفكين المشوهين؛ و يمكن أن يُركز أيضاً على تعديل نمو الوجه و المعروف أيضاً بإسم جراحة العظام الوجهي.
و يمكن أن يستغرق فترة العلاج بتقويم الأسنان بضعة أشهر أو بضعة سنوات و يتضمن إستخدام أقواس الأسنان و الأجهزة الأخرى التي تساعد في تحريك الأسنان و الفكين ببطء، و عادة ما يبدأ العلاج عادة قبل بلوغ الشخص سن الرشد حيث يتم تحريك العظام بسهولة أكبر عند الأطفال عنه عند الشباب و يكون العلاج مُجدي بشكل أسرع و نتائجه عادة ما تكون إيجابية في هذه المرحلة.
تاريخ بداية تقويم الأسنان
يعود تاريخ بداية العمل بتقويم الأسنان كعلاج إلى منتصف القرن التاسع عشر ويرجع اكتشاف تقويم الأسنان إلى الطبيبين نورمان و ويليام كينجسلي و ذلك فيما بين عامين 1829- 1913 و هو أول نظام تم إستخدامه لعلاج الاعوجاج و سوء التنسيق للفكين وتم تطويره حتى أصبح بالشكل الذي عليه اليوم.
و كان تقويم الأسنان حتى منتصف السبيعنات يتم تصنيعه من بلف معدن حول كل سن على حدا و مع التقدم التكنولوجي في صناعة المواد اللاصقة أصبح من الممكن ربط الأقواس المعدنية بالأسنان بدلاً من ذلك.
كيفية العلاج بتقويم الأسنان
يستغرق العلاج النموذجي للأسنان التي تم و ضعها بشكل غير صحيح حوالي من عام إلى ثلاثة أعوام مع إمكانية التعديل على الأقواس قليلاً كل 4 إلى 10 أسابيع من جانب طبيب الأسنان المختص.
ويعتبر أطباء تقويم الأسنان هم الأخصائيون الذين يعرفوا كيفية التعامل مع مشاكل الأسنان و الوجه و الفكين و كيفيه علاجهم و لديهم الخبرة الكافية للتعامل مع أنواع إعوجاجات الأسنان المختلفة و أشكالها أيضاً و العمل على إصلاح اللدغات السيئة و محاذاة الفكين بشكل صحيح؛ و هناك العديد من الطرق التي تساهم في علاج الاختلافات الهيكلية و منها إما تعزيز النمو أو تقييده بإستخدام الأجهزة الوظيفية أو أغطية الرأس التقويمية أو قناع الوجه العكسي.[1]
وتبدأ معظم أعمال تقويم الأسنان خلال مرحلة الأسنان الدائمة المبكرة قبل اكتمال نمو الهيكل العظمي إذا إكتمل و يمكن أن تكون جراحة الفك إختيار أمام الطبيب في حالات معينة و في بعض الأحيان يتم استخراج الأسنان للمساعدة في علاج تقويم الأسنان، و يمكن أن يشمل علاج تقويم الأسنان على إستخدام الأجهزة الثابتة أو القابلة للإزالة و يتم تقديم غالبية علاجات التقويم بإستخدام الأجهزة المثبتة في مكانها و منها الأقواس التي ترتبط بالأسنان بالمواد اللاصقة و تكون نتيجة العلاج أكبر بإستخدام الأجهزة الثابتة.
و يتم إستخدام الأجهزة الثابتة لتدوير الأسنان التي لا تتناسب مع الشكل المقوس للأسنان الأخرى التي بجوارها أو لنقل أسنان متعددة إلى أماكن أخرى مختلفة أو لتغيير زاوية الأسنان و لتغيير موضع جذر السن. ولا يُفضل إذا كان المريض يُعاني من سوء النظافة في الفم بمعنى يجب أن يتم إزالة التكلس من على الأسنان و التخلص من التسوس ليستمر العلاج لعدة أشهر حتى يتم التخلص من مشاكل الأسنان و التسوس الذي يُعيق عملية التقويم بشكل صحيح.
عادة ما يتم وضع الأقواس على الجانب الأمامي من الأسنان ولكن يمكن أيضاً وضعها على الجانب المواجه للسان و التي تسمى بالأقواس اللسانية و يتم ربط الأقواس المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ أو الخزف بمركز الأسنان باستخدام مادة لاصقة؛ و يتم وضع الأسلاك في فتحة بين الأقواس مما يسمح بالتحكم في جميع الأبعاد الثلاثة.
و بصرف النظر عن الأسلاك المستخدمة في التقويم؛ يُمكن تطبيق القوى بإستخدام الأربطة المرنة و يُمكن ربط العديد من الأسنان معاً بأربطة واحدة و يُمكن وضع أنواع مختلفة من الخطافات للسماح بتوصيل شريط مطاطي و هي بديل للأقواس الفولاذية و لكن لا توجد أدلة كافية على كفاءة عملها وفاعليتها.
تقويم الأسنان لمدة محددة
يختلف الوقت اللازم للأقواس الحديدية التي يتم إستخدامها كتقويم للأسنان من شخص لأخر إعتماداً على شدة المشكلة و كمية و عدد الأسنان التي تحتاج إلى تعديل و أيضاً المسافة التي يجب أن تقطعها الأسنان و صحة اللثة و عظام الفكين و العظام الداعمة و العمل على متابعة المريض طوال فترة التقويم و بمجرد وضع المشابك التقويمية فإنها تبقى في مكانها لمدة تتراوح ما بين سنة إلى ثلاث سنوات و سوف يحتاج غالبية المرضى إلى إرتداء جهاز تثبيت طوال وقت الستة أشهر الأولى من فترة التقويم و بعدها يتم تثبيت الجهاز في أثناء فترة النوم فقط.[2]
تعديل الغطاء التقويمي للأسنان
غطاء الرأس التقويمي يشار إليه أحياناً بإسم جهاز خارج الفم وهو متبع كنهج علاجي يتطلب من المريض ربط جهاز على رأسه للمساعدة في تصحيح سوء أو إعوجاج الأسنان و يتم إستخدامه عادة عندما لا يتم محاذاة الأسنان بشكل صحيح و غالباً ما يتم إستخدام القبعات جنباً إلى جنب مع المشابك أو أجهزة التقويم الأخرى في حين أن الأقواس تعمل على تصحيح موضع الأسنان؛ فإن غطاء الرأس التقويمي يتم إرتدائه على رأس المريض و يتم إضافته في الغالب إلى علاج تقويم الأسنان للمساعدة في تغيير محاذاة الفك.
و على الرغم من وجود بعض الأجهزة التي تساهم في المساعدة على تحريك الأضراس و الأسنان إلا أن أغطية الرأس التقويمية تعمل على زيادة التوتر على الأقواس عبر الخطافات أو المعروف بقوس الوجه و الأشرطة المرنة و المعدنية لتقويم الأسنان و المجهزة للعمل في فم المريض بكل سهولة و هي أكثر فاعلية للأطفال و المراهقين لأن فكيهم لا يزال في مرحلة تطور و من السهل تقويم إعوجاجه .
جراحة الفك
قد تكون جراحة الفك مطلوبة لإصلاح سوء الإطباق الشديد على الأسنان و يتم فيه كسر العظم أثناء الجراحة و يتم تثبيته بإستخدام ألواح ومسامير من التيتانيوم و التي تكون قابلة للإمتصاص البيولوجي التي تساهم في السماح للشفاء بسرعة بعد الجراحة و يتم إستخدام علاج تقويم الأسنان المنتظم لتحريك الأسنان إلى وضعها النهائي الصحيح.
تعديل ما بعد الجراحة
بعد إكتمال علاج تقويم الأسنان بالعمليات الجراحية هناك أكثر من إحتمال لميل الأسنان مره أخرى أو حدوث إنتكاسة بعد العملية و بنسبة تصل إلى 50% من المرضى لديهم بعض الارتدادات إلى أوضاع ما قبل العملية في غضون 10 سنوات بعد العلاج.
و لمنع الانتكاس يتم وضع أجهزة بعد العملية تعمل على تثبيت الوضع الجديد للأسنان و الذي منه ما يكون شكله يتناسب مع ممارسات الحياة اليومية و منها ما يتم ارتدائه عند النوم فقط.
الحواجز الثابتة
الحواجز الثابتة هي عبارة عن سلك بسيط مثبت على الجزء الذي يواجه اللسان من القواطع بإستخدام لاصق الأسنان و يمكن أن يكون مفيداً بشكل خاص لمنع الدوران في القواطع و يمكن أن تشمل الأنواع الأخرى من المثبتات الثابتة كأقواس شفوية و لُغوية على الأسنان و التي تساهم في تثبيت القواطع و عظام الفك بعدم التحرك بعد العملية