اجتهاد طفل صغير
بيوم من الأيام حضر طفل صغير إلى متجر ليشتري بعض الأغراض، وبعدما انتهى من كل شيء استأذن صاحب المتجر في استخدامه للتليفون، فوافق الرجل بكل سرور ولكنه ظل متابعا للطفل الصغير، جلب الطفل كرسيا وتعلى عليه وبعدها طلب رقما وردت عليه سيدة، فطلب منها العمل في حديقتها الخاصة بمنزلها الفخم فهو جيد بزراعة النباتات والورود والأشجار وجيد في الاهتمام بها، ولكن السيدة رفضت بشدة وأخبرته بأن لديها من يهتم بها بالفعل وهو في غاية الأمانة، فطلب منها الطفل بأنه بريد العمل معها وسيتقاضى نصف أجر الأمين الذي يعمل لديها ولكنها رفضت أيضا بشدة، فعرض عليها أخيرا بأنه سيقوم برعاية السيارة وتنظيفها ولكنها رفضت أيضا وقالت أنها في غنى عن كل ذلك فمن يعمل لديها لا يجعلها في حاجة شخص آخر وأغلقت الخط بعدها؛ اندهش صاحب المتجر من إصرار الصغير وفطنته الشديدة وملامح الذكاء التي تبدو عليه وتنصب على تصرفاته، وعلى الفور أخبره بأنه يريده للعمل معه في المتجر اعترض الطفل وبين له سبب اعتراضه إذ أنه بعمل لدى تلك السيدة ولكنه يختبر مدى أمانته وإخلاصه في العمل لديها من خلال تلك المكالمة، فيا له من طفل صغير ولكنه في غاية الفطنة والذكاء، انبهر صاحب المتجر بشخصيته التي في غاية الروعة والجمال.