قصة أنت ومالك لأبيك
بيوم من الأيام كان هناك رجلا دار عليه الزمان فكبر سنه ووهن عظمه واشتعل رأسه شيبا، وكان لديه ابنا واحدا لم يرزق بغيره، كان هذا الرجل العجوز يدين لرجل ما بمائة ألف جنيه ولكنه يخفي هذا السر عن ابنه الوحيد الذي كان يعمل جادا لتوفير الأموال من أجل زفافه على حبيبته التي لطالما أحبها كثيرا ورغب بالزواج منها بأقرب ووقت ممكن؛ وبيوم جاء صاحب الدين وتكلم مع الرجل العجوز ولكن هذه المرة كان الابن يسمع كلام صاحب الدين دون أن يشعر بوجده أحد منهما، جاء صاحب الدين مهددا ومنذرا إذ أنه انتظر العجوز طويلا ولم يسدد له شيء؛ وفي اليوم التالي ذهب الابن البار بوالده إلى صاحب الدين وأعطاه كل ما يملك من الأموال التي كان يدخرها لزفافه وكانت تبلغ ستة وعشرون ألفا، ووعده بسداد بقية المبلغ في أقرب فرصة ممكنة وأنه سيسددها كلها عن أبيه، وافق صاحب الدين واتصل على والده ليخبره بأنه قد رجع عن كلامه وكل تحذيراته وأن الله قد رزقه بابن بار به.
حسرة وألم:
بمجرد أن علم الأب المغلوب على أمره بما فعله ابنه المسكين ذهب على الفور إلى صاحب الدين وتوسل إليه ليعيد الأموال لابنه وأنه سيسدد الدين كاملا، ولكن يتوجب عليه أن يعيد الأموال التي أخذها من صغيره حتى يتمكن من الزواج بمن يحب خوفا من تأخره عن الموعد المحدد بسبب تضحيته بالمال فداءا لأبيه، ولكن صاحب الدين أبى فلم يكن بوسع الأب سوى الدعاء لصغيره الذي أنهكه العمل الدءوب.
الجزاء من جنس العمل:
واستجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء الأب المسكين ورزق الابن البار بوالده حيث بعد أيام قلائل يتقابل الشاب لصديق له لم يقابله منذ سنوات طوال ليخبره بأنه قد رشحه لمقابلة رجل أعمال شهير يريده أن يعمل معه ويدير له شركاته الخاصة ولم يجد الصديق من هو أنسب منه بهذه الوظيفة؛ عوضه الله بأضعاف مرتبه غير أنه قد حظي بمكانة مرموقة في المجتمع وتبدل حاله من بعد حال، تزوج بالفتاة قبل الميعاد المحدد وسدد كل دين والده وعاش حياة مليئة بالاستقرار والمحبة وكل هذا بفضل بره لوالده يوما.