تأسيس الدولة الحمدانية
ينتسب الحمدانيون إلى: حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان بن الرشيد بن المثنى بن رافع بن الحارث بن غطيف بن محرية بن حارثة بن مالك بن عبيد بن عدي بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
وفي الوقت الذي كان فية القادة الأتراك يتنازعون السلطة لا سيما مركز أمير الامراء، استغل الحمدانيون فرصة ضعف الخلافة العباسية واستقلوا بدولتهم في الموصل سنة (229م)وفي حلب وقد انضمت تحت لواء دولتهم القبائل العربية الضاربة في وادي الفرات والجزيرة السورية وأطراف بادية الشام.
الدولة الحمدانية والخلافة
ساء الدولة الحمدانية استبداد الأتراك بالخلافة العباسية، فتوجه زعماؤها لمناصرة الخليفة في محاولة لإنقاذ الخلافة العباسية، ونجح الحسن بن عبد الله حمدان في دخول بغداد ورحب به الخليفة المتقي بالله ومنحه راتبه أمير الأمراء أحمد حمدان، بالإضافة إلى لقب ناصر الدولة، كما منح أخاه عليًا لقب سيف الدولة، وبذلك استطاع الحمدانيون انتزاع السلطة من يد الأتراك عام 330 هـ. غير أن الأتراك ما لبثوا أن وحدوا صفوفهم بقيادة أحد امرائهم المدعو توزون. ولم تساعد الظروف الحمدانيين على البقاء في بغداد وعلى مقاومة توزون، إذ حدثت مجاعة شديدة أعقبها غلاء فاحش في الأسعار واضطر الحمدانيون إلى فرص ضرائب باهظة وترتب على هذا انعدام الأمن في المدينة، فضلا عن انتشار الأوبئة، كما عجز الحمدانيون عن دفع مرتبات الجنود، فقامت فصائل منهم بالثورة والعصيان، وهذا كلة ساعد الأتراك بقيادة توزون على رد الحمدانيين.
انتزع الحمدانيون حلب من أيدي الأخشيديين سنة 333 (944م)، لينتقل الحمدانيون بثقلهم إلى حلب التي أصبحت عاصمة الدولة الحمدانية، وأصبح سيف الدولة حاكما وأميرا على حلب، أما الخليفة العباسي المتقي بالله، فقد لحق بالحمدانيين خشية أن ينتقم منه الأتراك، غير أنهم طلبوا اليه العودة وأعطوه الأمان، ولكنهم خلعوه بعد أن سملوا عينيه، وعينوا بدلا منه الخليفة المستكفي بالله، وكان هذا عام 944م.
جهاد الحمدانيين ضد الروم
أصبحت الدوله الحمدانية تتمتع بقوة ونفوذ في عاصمتها حلب وتجاور الدولة البيزنطية في جنوب آسيا الصغرى، ولهذا تصدى سيف الدولة حاكم وامير حلب للبيزنطيين، وامتاز عهده بكثرة حروبه حتى قيل أنه غزا بلادهم المجاورة لبلاده أربعين غزوة، وانتصر في بعضها وحلت به الهزيمة في بعضها الآخر وكون في حلب جيشًا قويًا وكان يشن الحرب تلو الأخرى على مناطق البيزنطيين. وعاصر أقوى امبراطورين وهما : نقفور فوفاس وحنا شميشق، وأما الأول فقد استولى على حلب سنة (351هـ-960م) وأحرق المدينة ودمر قصر سيف الدولة لكن سيف الدولة جمع قوته وطرد الغزاة. بعد مقاومة الحمدانيين لم يسطع نقفور الصمود وبعد أسبوع أحكم سيف الدولة سيطرته وانتصر عليهم وألحق بهم هزيمة كبيرة، وأما الثاني وهو حنا شميشق، فقد حاول الاستيلاء على بيت المقدس دون جدوى، وقام الحمدانيون يقيادة سيف الدولة بدور بطولي في الدفاع عن المناطق الإسلامية وحمايتها من غارات البيزنطين.
نهاية الدولة الحمدانية
توفي سيف الدوله امير حلب في صفر سنة (356هـ-967م)،وبعد وفاته انتاب الدولة الحمدانية الضعف بسبب المنازعات الداخلية بين أبناء البيت الحمداني، ولم يتمكن خلفاء سيف الدولة من مقاومة الفاطميين الذين استولوا على حلب سنة 1003 م.