ابيات من قصيدة (قارورة النور ) في مديح المصطفى الأمجد أبي الزهراء محمد (ص)
((برحمته تعالى...))
.......
قارورة النور أعيى العقلَ معناكا
واحتار ذو اللُّبِ في وصفِ سجاياكا
فكيف لاتَقِفُ الألبابُ عاجزةً
واللهُ قبل إنبلاجِ النورِ سَوّاكا
أضلَّةُ العرش شوقاً تستضل بِكَ
ويفرحُ المَلأُ الأعلى برؤياكا
لك إنتمت ذروةُ العلياءِ طائعة
فنورك الأزليُّ محضُ فحواكا
إذ كُنت روحاً بساق العرشِ مُحْدِقةً
قبل الخلائقِ والتكوينِ أنشاكا
وكُنت في العالم العُلْويِ مُبْتَهِلاً
تُسبّحُ اللهَ في مكنونِ معناكا
وكُنت في الكون قبل الكون عالمهُ
وكان في القلمِ الأعلى مُحيّاكا
وكان نورك للأفلاكِ مصدرهها
وكُنت في النور قبل النورِ أفلاكا
وكُنت في فَلَكِ الناسوتِ مُنبَعِثاً
فصار في فَلَكِ اللاهوتِ مسراكا
وكُنت في النشأةِ الأولى نُبوَّتها
وصاربالنشأة الاُخرى بقاياكا
وكُنت ظاهرها وكُنت باطنها
نبوّتانِ بأولاكا واُخراكا
مُذ كان آدمُ بين الروح والجسدِ
كُنت النبيّ وعينُ الله ترعاكا
جلالُ روحكِ للأرواح مَنْشَأُها
وقُدسُ نفسِّك قبل الذرِّ , رُقياكا
وذاتُك الذاتُ, في ذاتٍ مُقدّسةٍ
تنزَّهت , غيبُها مكنونُ آلاكا
بك المُهيمِنُ في الأشباح أنزلها
أرواحنا فاستفاضت أمْنَ لُقياكا
فأنت في ذروةِ العلياء مؤتمنٌ
من غيبهِ المَلِكُ القُدّوس أعطاكا
إخْتصّك الله ناموساً لشِرعَته
ِ واشتقَ من إسمهِ إسماً فسمّاكا
مُحمّدَ الأحمد المحمود ذوالشرفِ
فما أجَلَّك محموداً وأبهاكا
أسرى بك اللهُ جَلَّت حاكميّتهُ
من قابِ قَوسينِ أدناكا, فأعلاكا
أعطاك أسمائهُ الحُسنى وخَصّك بالـ
قُربى ,حبيباً, وروحٌ منهُ آتاكا
لولاك ماقامتِ الدُنيا بِرُمَّتها
ِ توقّف الفَلَكُ الدَوّار لو لاكا
مالرُسْلُ إلاّ لِذروةِ مجدك انبعثت
وما ابنُ مريم إلاّ بعض معناكا
وماعيون السمواتِ بِمُشرقةٍ
لاكنّما أشرقت بالنور عيناكا
ياقائم العقلِ يابرهان سطوتهِ
يارحمةً وَسِعَت بِراً وأفّاكا
مَدارُ قُطرك لم يُدرِكْهُ مِحورهُ
فكيف تُدرِكُه الأبصارُ إدراكا !!
يامَن ببابهِ جبرائيلُ يخدمه
ُ سُبحانَ مجدك ,بالتسبيحِ جئناكا
✍الكبيرابو ياسر الكعبي