لا أذكر يوما أنني كنت على حقيقتي معك.. لا أذكر انني كنت أنا ... ولا أظن أنني كنت كما أريد ( للأنا) ان تكون.....
بحضورك كنت أظن نفسي خليطا من فوضى المشاعر المتأججة بين حنايا الضلوع .... رهينة لذاكرة تزاحمت على أبوابها الكلمات الهاربة من براثن الحنين ... وبين هذه وتلك سحابة صمت تلقي بظلال سكينتها فوق أرجاء المكان... تلفني بعمق كي تدفعني لأحلق في سماء عينيك... لأتقن فن الخشوع في محراب صوتك... ذاك الصوت الذي كان يتسلل لشراييني كقطرة ماء اخترقت جوف أرض هجرتها قطرات الشتاء منذ زمن بعيد ...
صمت يحتم علي أن اتقمص دور المصغي لفضاءات حديثك... لعباراتك الحالمة.... لكلماتك التي كنت تجيد اختيارها كفتاة تتقن اختيار فساتين عرسها قبيل الزواج ...
اعترف انني ما كنت بحضورك يوما على سجيتي... كنت أشعر انني اشبه بحمامة تكومت امامك طمعا بأن تحملها نسمات عطرك لعالمك الرحيب....كنت اشعر انني بين انامل همسك اشبه بأوراق الياسمين التي تداعبها نسمات نيسان ليملأ شذاها ارجاء المكان.....
لا ادري كيف كنت أراك وكأنك مرآتي التي ارى فيها كل ملامحي ... لكن الفارق بينكما انني كنت ارى تلك الملامح في عذب حديثك... بنبرات صوتك .... بنظرات عينيك ودفء يديك.... بعكس تلك الصورة المطبوعة فوق لوح زجاجي صامت غادرت معالمه عروق الحياة وقتل بصمت سكونه كل تفاصيل الفرح ...
اتراني كنت انا....
خالد جويد