* بين الغني والفقير *

طرقَ الفقيرُ وبابُ ربّيَ أولُ
يبغي الكفيلَ وربّي المتكفلُ

لازالَ يبحثُ عن رغيفٍ طاهرٍ
فإذا الذي يرضى بنزرٍ يؤكلُ

مُستبعدٌ متشححٌ في مالهِ
ينفى بأمرِ الجاهلينَ ويركلُ

يرمي الحرامَ وراءهُ متقهقرٌ
والكأسُ يملؤه الشرابُ الحنظلُ

ويلوكُ من بلوى الزمانِ بنابه
اشلاؤه النحلى فلا تتبدّلُ

ويذوبُ شحمُ القاصدين بقلبهم
وتطيرُ دمعاتُ العيونِ وتغسِلُ

يجدُ الفقيرُ بفقره إنساً فلا
يهوى إلى طمعٍ وحرصٍ يقتلُ

طلْقُ اليدينِ وبالقليلِ سخاؤه
غيداقُ لا يخشى نقيراً يمحلُ

إنّ الغنى ثوبٌ جميلٌ شكله
في وسطه نارٌ فيغلي المرجلُ

لايشتهي غير القطاف بنابه
كالحقل يرعبه بصيفٍ منجلُ

يبني لدنياه المنازلَ ناسياً
في مسكنِ الأخرى يُهَدُ المنزلُ

ولظهرهِ ثقلٌ سيبقى حملهُ
متكدساً تعسَ الذي يتحملُ

كم مرّةٍ هملَ الفقير ببابهِ
ها أنت في يوم القيامةِ تُهملُ

ولمالكَ الفاني فنيتَ له الدنا
فصرختَ يامالُ بربكَ تمهلُ

ورفعتَ أنفكَ في السماءِ مباهياً
هل أنت تصنعُ ما تشاءُ وتفعلُ ؟

إن أنت إلا كالبعوضِ بضعفهِ
لازلت تمتصُّ الدماءَ وتنقلُ

قد صرتَ في تيهٍ وأنتَ بعالمٍ
أنّ الفنى في سقفنا يتخللُ

يأتيكَ يسرقُ ما يشاءُ من البلى
ويذركً تعمهُ في الضلالِ وتنهلُ

وبحكمِ ربِّ العالمينَ فإننا
في جنةِ أو في العذابِ سنشعلُ

هذا الفقيرُ فقد علمنا حكمه
أما الغنيُّ ففي العذابِ يكبّلُ










سيد حميد من بحر الكامل