Sun, Dec 30, 2012
الدليمي يقود وساطة مكوكية بين المالكي ومحتجي الأنبار
المطلك يواجه تأنيب خصومه... وحجارة حلفائه
نائب رئيس الوزراء القيادي في العراقية صالح المطلك
متظاهرون في الفلوجة يطالبون باسقاط المالكي
ايلاف
فيما يقود وزير الدفاع العراقي وكالة سعدون الدليمي رحلات مكوكية بين بغداد والأنبار لتنفيذ مطالب المحتجين يواجه نائب رئيس الوزراء القيادي في العراقية صالح المطلك فشلاً في محاولاته لمسك عصا التناحرات السياسية من وسطها بين قربه الرسمي للمالكي نائبًا له وغضب المتظاهرين في الأنبار المنادين باطلاق سراح المعتقلين الابرياء وتصحيح مسار العملية السياسة واتهامهم له بالتخلي عن طموحات ناخبيه في المحافظة.
________________________
ظل نائب رئيس الوزراء القيادي في العراقية صالح المطلك على مدى الاسبوع الماضي من تواصل تظاهرات واحتجاجات في محافظته الأنبار، التي سرعان ما توسعت بانضمام متعاطفين من محافظات اخرى، ظل صامتًا يترقب تطور الأوضاع ونتائجها على أمل الخروج من الأزمة من دون خسارة موقعه الرسمي أو أصوات ناخبيه في الوقت نفسه.
لكن المطلك نائب المالكي لشؤون الخدمات ظهر فجأة أمس ليهاجم رئيس الوزراء ويتهمه بالمسؤولية عن الأوضاع المضطربة التي تشهدها البلاد ثم انتقل اليوم إلى ساحة المعتصمين في الرمادي في محاولة لمخاطبة المحتجين وتأكيد دعمه لمطاليبهم لكنهم وعلى ما يبدو لم يستريحوا لحركته بصعود منصة الاعتصام لا لقاء كلمة والاعلان عن تأييد مطالب المحتجين فمنعوه من ذلك ورموه بالحجارة.
فقد حال المعتصمون اليوم الأحد بين المطلك وصعود منصة الخطابة لالقاء كلمة وحاولوا الهجوم عليه مما اضطر أفراد حمايته لإطلاق النار عليهم وإصابة 15 منهم بجراح توفي أحدهم لاحقًا متأثرًا بجراحه. فقد قذف المحتجون الغاضبون المطلك بالحجارة واحاطوا بالمنصة في سياج بشري مطلقين هتافات ضد المطلك تتهمه بالتخلي عن مطالب المواطنين ومحاولة ارضاء المالكي على حد قولهم.
وكان المطلك أعلن في مؤتمر صحافي ببغداد في 21 من الشهر الحالي عن مبادرة لحل أزمة اعتقال أفراد في حماية وزير المالية رافع العيساوي ودهم منزله ومقر الوزارة تضمنت ضمان "مهنية" القضاء العراقي وإشراك أعضاء البرلمان والكتل السياسية في التحقيقات الجارية في قضية أفراد حماية العيساوي.
ويأتي هذا الحادث بعد يوم من وصف المطلك تصريح المالكي الجمعة بأن الخلافات بين السياسيين جعلت العراق "مسخرة" بين دول العالم بالصائبة لكنه حمله مسؤولية القسم الأكبر من تلك "المسخرة". وقال المطلك إن "حديث رئيس الحكومة نوري المالكي الذي أكد أن خلافات السياسيين جعلت العراق مسخرة بين دول العالم صائب" مستدركا بالقول "لكن المالكي يتحمل المسؤولية الكبرى عن الخلل كونه جزء من هذه التركيبة".
وأضاف أن "الخلافات السياسية تؤثر على عمل المؤسسات والوحدة الوطنية لكن رئيس مجلس الوزراء لديه قدرة وامكانية للتأثير على كل الامور اكثر من غيره" مؤكدا في الوقت ذاته أن الخلافات السياسية والتدخلات الخارجية وانتماء البعض وتعامله مع الأجنبي لها تأثيرات أيضا" كما قال لوكالة "المدى بريس".
وإثر هذا التصريح فقد فتح النائب حسن السنيد رئيس لجنة الامن والدفاع البرلمانية القيادي في ائتلاف المالكي النار على المطلك داعيا اياه تقديم اجابات شافية عن اسباب اتردي الاوضاع الخدمية في البلاد بأعتباره نائبا لرئيس الوزراء لشؤون الخدمات.
ودعا السنيد مجلس النواب إلى استجواب جميع الوزراء الذين يتولون حقائب خدمية ويشرف على عملهم المطلك لتقديم اجابات مقنعة حول تقصيرهم في توفير الخدمات بالرغم من الاموال الطائلة المنفقة على هذا القطاع.
لكن المطلك عاد وحمل الاجهزة التنفيذية مسؤولية "غرق بغداد كمحافظة بغداد وامانتها إضافة إلى الامانة العامة لمجلس الوزراء لان هناك اموال طائلة صرفت ولا احد يدري اين ذهبت" عازيا السبب إلى "عدم وجود اي متابعة لتلك الجهات".
وشهدت بغداد وعدد من المحافظات يوم الثلاثاء الماضي امطارا غزيزة لم تشهدها البلاد منذ نحو 30 عاما وادت إلى غرق اغلب احياء العاصمة ووفاة نحو عشرة اشخاص وخسائر مادية تقدر بملايين الدنانير بعد أن غمرت المياه العديد من المنازل.
يذكر ان العراق يشهد تظاهرات واسعة في محافظات متعددة انطلقت في محافظة الأنبار منذ اسبوع تطالب بتغيير الحكومة الحالية واطلاق سراح المعتقلات والسجينات في سجون وزارتي العدل والداخلية.
وتظاهر الألاف في مدينة الموصل الشمالية الجمعة احتجاجا على حملة الاعتقالات التي تشنها الأجهزة الأمنية في المدينة وفي حين طالبوا بإطلاق سراح المعتقلين وانسحاب قوات الجيش والشرطة الاتحادية من المدينة دعوا إلى تغيير مسار العملية السياسية.
الدليمي يقود وساطة مكوكية بين المالكي ومحتجي الأنبار
هذا، ويواصل وزير الدفاع العراقي وكالة وساطة مكوكية بين الحكومة ومحتجي الأنبار حيث حمل قبل يومين مطاليبهم إلى بغداد التي سيغادرها عائدا إلى الأنبار مرة اخرى خلال اليومين المقبلين لحمل ردود بغداد على مطاليبهم.
والتقى الدليمي وهو من ابناء محافظة الأنبار الخميس الماضي في الرمادي مع ممثلين عن المتظاهرين وتسلم بعض المطالب لنقلها إلى الحكومة الاتحادية. واليوم قال مجلس محافظة الأنبار ان الدليمي سيعود إلى المحافظة بعد يومين للتفاوض مع المتظاهرين وتسلم مطالب جديدة في وقت يعمل المجلس حاليا على توحيد مطالب المتظاهرين. قبل تسليمها اليه
وتشهد مدن الأنبار تظاهرات منذ عدة أيام احتجاجا على اعتقال أفراد من حماية وزير المالية رافع العيساوي وتصحيح مسار العملية السياسية ومطالب باطلاق سراح السجينات. وكان المالكي اقر امس خلال اجتماع عقده في بغداد مع وفد يضم عددا من علماء الدين والوجهاء على رأسهم مفتي اهل السنة الشيخ مهدي الصميدعي في إطار المساعي التي يقومون بها للحوار مع المتظاهرين وتحقيق المطالب المشروعة التي طرحت في الاحتجاجات.. اقر بأن بعض المطالب مشروعة وإنه سيتابع تنفيذها بنفسه وبالأخص مايتعلق بقضايا المعتقلين والنساء.
وأشار إلى ضرورة "تكاتف جميع العراقيين لتفويت الفرصة على المتربصين بالعراق وأهله" كما نقل بيان صحافي عن مكتبه الاعلامي الليلة الماضية. وقال "يجب إلا يدع المعتدلون والعقلاء وعلماء الدين ورؤساء العشائر وكل القوى الخيرة مجالا للمتطرفين وأصحاب النوايا الخبيثة أن يأخذوا البلاد لاقدرالله إلى مالا تحمد عقباه" ودعا العلماء إلى تشكيل لجنة تضم، إضافة لهم، عددا من القضاة لتحري السجون والمعتقلات وتأشير مواطن الخلل ليقوموا هم بإصلاحها فورا. من جانبهم أكد وفد العلماء أنهم سيباشرون بجمع الأسماء والشكاوى لمتابعتها ميدانيا واتخاذ اللازم بشأنها.
وعقب ذلك أعلن مجلس محافظة الأنبار موافقة المالكي على نقل المعتقلات من سجون بغداد إلى الأنبار وتشكيل لجنة تحقيق برلمانية بشأن الانتهاكات ان وجدت كما أوعز بتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق بشأن الإدعاءات بوجود انتهاكات بحق السجينات. كما امر بتشكيل إدارة نسوية تتولى مهام إدارة السجون النسائية تحسباً لحصول انتهاكات من أي نوع.. معتبرا موافقة المالكي وإيعازاته هذه مبادرة طيبة تجاه مطالب المعتصمين في الأنبار.