.
أسرَّةُ الرمادِ
…..
أقفُ كظلٍّ يَتوكاُ على جُرْحهِ الذي وَشَمَتْهُ الشَمْسُ بِحَذَرِها المُتَطَرِّفِ ﻷَقيَ الحروفَ المُشاكسةَ والمُضَلِّلةَ من قَراطيسِ الزُناة.
غابتُنا التي تَحْفلُ بالجماجمِ الباكيةِ الضاحكةِ على أسرَّةِ الرمادِ مُجْدِبةٌ كوجهَِ طائرٍ تَخْنقهُ العَبرةُ ساكناً مثلَ ريشةٍ في جناحِ غِمامةٍ. هذا الذي تشيرُ إليهِ أصابعُ النَدَمِ. يَتَهجَّأُ سِحرَ العابرينَ، أولائكَ الذين يَنعقونَ على سفحِ الخديعةِ ليتركوا آثارَهم مواءَ قططٍ في أَزقَّةٍ ترتجفُ بفرقِ الضلالاتِ التي تُزيِّنُ وجههَا المُزيَّفَ غيومٌ كاذبةٌ .
في كلِّ حينٍ تُسْرَجُ الحروفُ مَطايا مُطيعةً لكتبةٍ مجلببينَ بعاصفةِ الفتنةِ التي يَرقصونَ على مسرحِها. هم والغانيات ونباحُ الكلابِ التي تَرفعُ راياتٍ تبُشِّرُ بإراقةِ العراءِ حينَ يكون ُالنطعُ والسيفُ مَسْلكاً جَليَّاً يزيِّنُ تِبْرُهُ أكتافَ الخفافيشِ المراهقةِ، إذ تُطلَقُ الأعنَّةُ للجراءِ الوجيهةِ تجوبُ المدنَ الناحبةَ التي لايُسمعُ في بيوتاتِها غيرُ صفيرِ الغبارِ والألمِ.
منقوول