ما فـي الصـدود لمن يهواكَ مزدجـرُ ..
فأكففْ فـإني كمــا أذنبـتُ أعتذرُ
لا تكثِر الّلومَ وارغـبْ عن معاتبتـي ..
وأنظر إلى مقـلةٍ تذرافهـا مطـرُ
أنظر تجـد رجـلاً جَلْـداً أضـرّ به ..
عويلـة، وبـرى أجفـانَه السهرُ
قد تظهر البسمـةُ الغـراء ملء فمي ..
وخلفهـا موقـــدٌ بالحـزن يستعرُ
إذا رأيتَ شـفاهَ الحـرِّ بـاسـمـةً ..
في غير وقت ابتسام فهو ينصهرُ
يأسٌ وشوقٌ وإعراضٌ ومعتَبةٌ ..
ماذا أقولُ وما أبدي وما أذرُ ؟
أصبحتُ رهن المآسي في تقلّبِها ..
فكم بدا لي من أحداقِها شررُ
إنْ كنتَ في ريبةٍ مما أقولُ فسلْ ..
عني الذينَ رأوْا بـلوايَ واعتــبروا
وسلْ نجـومَ الدّجى عمـن يسـامرُها ..
تخبّـرْكَ أني الذي يحيـا بـه السمـرُ
أظلُّ أعـزفُ أنغــامي علـى وتـرٍ ..
من الحنيـنِ فيشكو لوعتي الوتـــرُ
ويسمعُ القمـرُ الحيــرانُ أغنيتـي ..
فينثني مُقبـلاً نحـــوي وينحدرُ
أخبره يـا ليلُ أنـي بـتُّ منفــرداً ..
أرعـى الـكواكبَ ولتخبرْه يا قمـرُ
إذا سجا الليـلُ هـاجتنـي نسـائمهُ ..
وزادني ولَهــاً هفهـافُه العطـرُ
وعادني منـه وجْـدٌ مـا أقـاومـه ..
تهيـج من مسّـه الأحزانُ والفـكرُ
فيا لدمـعٍ هما مـا استطعت أحبسـه ..
حَبسُ الدموعِ على ذي لوعـةٍ عسـِرُ
أُمسي وأُصبح في حالٍ يكادُ لها ..
قلبُ الحسودِ -على ما فيه- يـنفطرُ
لان الجمـادُ وأبـدى للأسـى أثـراً ..
وأنتَ لا ليـنَ يبـدو منـك أو أثرُ
لو أنَّ قلبَـك أمسى بعضُه حجـراً ..
لـرقَّ يـوماً، ولكن كلُّــه حجـرُ
هبني أسأتُ أمـا العـفـو هيمنــة ..
على فعالك إن أوْدى بهــا الضـجرُ
فاحذر تردّي محبٍّ أنت قـاتلـه ..
فليسَ في كلِّ حينٍ ينفــعُ الحـذرُ
م