المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ПộR
يحتفل أطفال دول الخليج العربي في منتصف شهر رمضان، بما يسمى قرقيعان في الكويت والمنطقة الشرقية بالسعودية، أو قرقاعون في البحرين، وقرنقعوه في قطر، أو القرنقشوه في عمان.
في هذه المناسبة يطوف الأولاد الصغار على بيوت الحي، ويرددون الأهازيج الشعبية الخاصة بهذه المناسبة الاجتماعية السنوية، وتوزع الحلوى عليهم.
وتختلف هذه الأهازيج التي يرددونها اختلافاً بسيطاً بحسب المناطق، ولكنها تتشابه في المضمون.
ولهذه المناسبة الاجتماعية أزياء تراثية خاصة بها؛ فالأولاد يلبسون اللباس الخليجي الأبيض.
أما البنات فيلبسن الدراعة والبخنق، وتتزين بعضهن بالحناء احتفالاً بهذه الليلة التي ينتظرها الأطفال بصبر نافد كل سنة.
وتسمية القرقيعان أو القرنقعوه مشتقة من كلمة (قرقعة)؛ أي إصدار أصوات من مواد صلبة، وهي أصوات الأواني الحديدية التي تحمل الحلويات يضربها الأطفال بعضها ببعض.
وكانت الحلويات والهدايا التي توزع على الأطفال في هذه الليلة تحمل البساطة في مكوناتها؛ إذ كانت عبارة عن بعض المكسرات المخلوطة بالحلويات.
لكن مع ارتفاع مستوى المعيشة في دول الخليج العربي تحولت هدايا القرقيعان إلى شوكولا أجنبية وبطاقات دعوة، وتصميمات وحفلات.
وأيضاً استبدل كيس القرقيعان، الذي تخيطه الجدة للصغار، بتصميمات حديثة، و(كتالوج) حسب الأذواق.
وكانت طريقة الاحتفال بهذه الليلة أن يبدأ الأطفال، عقب الانتهاء من الفطور، بالطواف على البيوت المجاورة، مرتدين الملابس الشعبية.
لكن ولأول مرة يفقد هذا الطقس الرمضاني والتراثي الخليجي حضوره في رمضان.
فبسبب فيروس كورونا المستجد، الذي تسبب بوقوع ضحايا في مختلف بلدان العالم، ومنها دول الخليج كان لزاماً على سلطات هذه الدول أن تتخذ الإجراءات الاحترازية لمواجهته.
وكان من بين هذه الإجراءات منع التجول، وإغلاق المراكز التجارية، ومنع التجمعات التي شملت إقامة صلاة الجماعة في المساجد.
وعليه يكون "قرقيعان" هذا العام ذكرى في بلدان الخليج عبر المحطات التلفزيونية، ولن يكون هناك طقس يحييه الأطفال مثلما جرت العادة في كل عام.