أكثر تعقيدا.. صور عالية الدقة تكشف طبيعة الغلاف الجوي للشمس
العين الإخبارية - صالح حسن
صور ملتقطة لغلاف الشمس
كشفت صور هي الأعلى دقة على الإطلاق يتم التقاطها للشمس، أن غلافها الجوي أكثر تعقيداً بكثير مما كان يُعتقد من قبل.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن علماء بريطانيين من جامعة لانكشاير، وفريقا من مركز مارشال للفضاء التابع لوكالة "ناسا"، قاموا بدراسة الصورة التي التقطها تلسكوب التصوير عالي الدقة "إتش آي - سي"، التابع لوكالة "ناسا".
وكشفت الصور أن أجزاء من الغلاف الجوي للشمس، يُعتقد أنها مظلمة، وممتلئة بشرائط من الغازات المكهربة الساخنة بعرض 311 ميلاً، وتصل درجة حرارتها إلى مليون درجة مئوية، وأضخم من المسافة بين لندن وبلفاست، وفقا للباحثين.
ويستطيع التليسكوب الذي يتميز بكونه عالي الوضوح والدقة، تحديد الهياكل في الغلاف الجوي للشمس بحجم صغير يصل إلى 70 كيلومترا، أو نحو 0.01% من حجمه الكلي.
وأشارت الصحيفة إلى أن التليسكوب تمكن من التقاط الخيوط المغناطيسية الدقيقة التي توجد في "المناطق المظلمة" في الغلاف، ويقول العلماء إنها مصنوعة من بلازما ملتهبة، تصل درجة حرارتها إلى مليون درجة.
ولم يتمكن العلماء من تحديد أسباب تكوين الخيوط، أو أسباب تشكلها في الغلاف الجوي للشمس، لكنها ستصبح مثار تركيز علماء الفضاء.
وتليسكوب "إتش آي سي"، الذي التقط الصور، هو تلسكوب فلكي فريد يحمل في الفضاء على متن صاروخ شبه مداري.
وذكرت "ديلي ميل" أن الفريق الدولي للباحثين الذي يقف خلف الاكتشاف والتليسكوب، يجهز الآن خططاً لإطلاق مهمة صاروخ "إتش آي سي" مجدداً.
وقالت الدكتورة إيمي واينبارجر، الباحثة الرئيسية في تليسكوب "إتش آس سي" بوكالة ناسا: "هذه الصور الجديدة تعطينا رؤية متعمقة للغلاف الجوي للشمس، وستساعد هذه الصور العلماء في فهم اندلاع التوهجات الشمسية، والعواصف الشمسية التي يمكن أن تؤثر على الحياة في الأرض".
أما الباحث في جامعة لانكشاير، توم ويليامز، الذي عمل على بيانات "إتش آي – سي"، فقال إن الصور تساعد في توفير فهم أكبر لكيفية ارتباط الأرض والشمس بعضهما ببعض.
وأشار ويليامز إلى أن هذا الاكتشاف "مذهل ويمكن أن يساعدنا بشكل أفضل في فهم تدفق الطاقة عبر طبقات الشمس، وفي النهاية إلى الأرض نفسها".
وقال أستاذ فيزياء الطاقة الشمسية بجامعة لانكشاير، روبرت والش، إن الصور تقدم لمحة "فائقة الوضوح" عن نجم مجموعتنا الشمسية لأول مرة.
وأضاف: "حتى الآن كان علماء النظام الشمسي يشاهدون بشكل فعال أقرب نجم لنا وفق دقة قياسية، في حين أن الجودة الاستثنائية للبيانات التي يوفرها التلسكوب (إتش آي – سي)، تسمح لنا ولأول مرة بمسح رقعة من الشمس بوضوح عال للغاية".
وأوضح: "فكر في الأمر على هذا النحو، إذا كنت تشاهد مباراة كرة قدم على شاشة التلفزيون بدقة قياسية، فإن ملعب كرة القدم يبدو أخضر وموحدا، لكن شاهد نفس اللعبة بدقة فائقة، ستشعر أن الأعشاب في الملعب قد تقفز إليك، وهذا ما يمكننا رؤيته باستخدام صور (إتش آي – سي). نحن نلحظ الأجزاء المكونة التي تشكل الغلاف الجوي للشمس".