يايوسُفَ العِشقِ وقتُ المَوتِ قد حانا
ومارَميتَ على العميان ِ قُمصانا
مَرَّت عِجافٌ وألفٌ مِثلُها إتَّقَدَت
والشَوقُ يَجلدُ أرواحاً وأبدانا
إبيَضَّتِ العينُ من فَرطِ البُكا حَزَناً
وجَرَّحَ الدمعُ أحداقاً وأجفانا
نَضخٌ بأقصى يسارِ الضلعِ رافَقَنا
يَمتَدُّ عُمرهُ أزماناً وأزمانا
نَستصرِخُ الوَجدَ والأحلامُ مَيِّتَةٌ
حتّى نَسَجنا من الأشواقِ أكفانا
تُلامِسُ الظُلمةُ العَتماءُ غُربتَنا
فكم طَرَقنا بكفِّ الصبرِ بيبانا
كم إستباحَ الهوى في الشوقِ إفئِدَةً
وكم قصدناكَ ، لم تسمع لنَجوانا
كم إنتظرناكَ والأحداثُ عاصِفةٌ
من تَحتِنا اشتَعَلَت جوراً وبُركانا
البَحرُ يَقذفُنا في أوجِهِ زَبَداً
وقد عَبَرنا على الطوفانِ طوفانا
بين إنتظارٍ وجرحٍ عُمقُهُ فَلَكُ
نُرتِّلُ الصبرَ حتّى الفجرِ قُرآنا
نُعَتِّقُ العشقَ من جوعٍ إلى شَغَفٍ
والوَصْبُ ياسيِّدَ العشاقِ أبكانا
أمواتُنا فوقَ وجهِ الأرضِ خارِطَةٌ
مهجورةٌ وغُبارُ الفَقدِ غطّانا
إلى متى يانَبيَ الحُبِّ في حَنَقٍ
تُبعثِرُ الريحُ في أشلاءِ قتلانا ... ؟!
✍د.حسین (ابوعلي)النجفی