صدفة تغير فكرة راسخة حول طقس كوكب الزهرة


صورة التقطتها مركبة "ماسنجر" لكوكب الزهرة

من بين المقولات الشائعة للفيلسوف الأمريكي نيكولاس ريشر إن "الاكتشافات العلمية غالبًا لا تتم على أساس بعض خطط التحقيق المدروسة جيدًا، ولكن من خلال بعض ضربات الحظ".
هذا ما ينطبق على الاكتشاف الخاص بطقس كوكب الزهرة، الذي توصل إليه فريق من الباحثين في مختبر "جونز هوبكنز" للفيزياء التطبيقية (APL) بولاية ماريلاند الأمريكية، وتم توثيقه في دراسة نشرت بدورية "نيتشر أسترونومي".
وقال الفريق البحثي إن البيانات التي تم جمعها عن طريق الصدفة عبر مركبة الفضاء "ماسنجر"، تكشف عن ارتفاع مفاجئ في تركيزات النيتروجين عند نحو 30 ميلًا فوق سطح كوكب الزهرة، ما يدل على أن الغلاف الجوي للكوكب ليس مختلطًا، كما هو متوقع، حيث يقوض هذا الاكتشاف الفهم السائد عن طقس كوكب الزهرة الذي ساد لعقود.
وبدأت القصة في يونيو/حزيران 2007 حين أبحرت "ماسنجر" فوق كوكب الزهرة في رحلة طيران ثانية قبل انحرافها نحو عطارد، حيث كان الفريق البحثي يريد العثور على العلامات المنبثقة عن النيوترونات القادمة من ذرات الهيدروجين في جزيئات الماء التي تم الاشتباه في وجودها بكوكب عطارد.
وأراد لورانس فقط جمع بعض البيانات من كوكب الزهرة للتحقق من أن الأداة تعمل بشكل صحيح، قبل أن تبدأ رحلتها في عطارد.
وأظهر الفحص الأولي أنها تعمل، وفي عام 2010 أعاد الفريق البحثي النظر في هذه القياسات؛ ليظهر التحليل الجديد ارتفاعًا في تركيز النيتروجين حول السطح العلوي لسحابة كوكب الزهرة، ما يقرب من 30 ميلاً (50 كيلومترًا)، مما يقلب فكرة راسخة بأن النيتروجين يتم توزيعه بالتساوي في جميع أنحاء الكوكب.