هل طفلك يحب والده أكثر منكِ، أم يحبكِ أكثر من والده؟!!
هناك مجموعة من الأعمال والتصرّفات التي يقوم بها الأول في كافة مراحل نموّهم لا يمكن للاهل تفسيرها، مثل الاستيقاظ في فترات متأخرة من الليل في مكان هادئ والنوم طوال النهار باسترخاء في أجواء صاخبة، وبالرغم من أن بعض هذه التصرفات لا تزعج الأهل شخصياً إلا أن اختيار أحدهما وتفضيله يمكن أن يسبب مشكلة بين الاهل.
فقد تشعر الأم بسعادة بالغة عندما يبدأ طفلها الرضيع بإدراك موعد عودة والده الى البيت في المساء، ويبدأ باللعب معه ثم يبكي عندما يغادر الغرفة، أو عندما يبدأ بالاستفسار عن غياب والده أثناء النهار، ولكن عندما يبدأ اللحاح تشعر الأم مثل أي شخص أخر بالغيرة من اهتمام طفلها بوالده بينما هي التي تقوم برعايته طوال اليوم. ولكن لا تسأل نفسها لماذا يحصل الأب على هذا الاهتمام من الطفل الرضيع؟
والجدير بالذكر، أن الأطفال يميلون إلى أحد الابوين من فترة لأخرى. وبالطبع تختلف هذه الميول من الإناث إلى الذكور وفقاً للتطورات والاحتياجات العاطفية والسلوكية. وهذه احدى الأسباب التي تجعل الاطفال يقومون ببناء علاقات جيدة مع أبائهم أو أمهاتهم خلال فترات مختلفة.
وينصح خبراء التربية بعدم الاهتمام كثيراً للموضوع وعدم تغير طريقة التعامل مع الطفل حتى لو كان الطفل يرفض التعامل معك ويطلب الطرف الاخر، ولا داعٍ لتضخيم الأمور ولفت نظر الطفل الى أن ما يقوم به يمكن أن يسبب مشكلة بين الام والاب. بالاستناد الى عمر الطفل يمكنك مناقشة الامر معه ومعرفة سبب رفضه للطرف الاخر أو يمكنك دفعه بلطف للتعامل مع الطرف الاخر، مثلاً "ماما مشغولة الآن ولكن بابا يرغب جدا بقراءة قصة معك". أو "ماما تحبك وبابا يحبك لما لا تعطي ماما وبابا قبلة كبيرة". وحاولا الاستمتاع بوجود الطفل، الاطفال لا يعرفون الكذب والخداع وما يرونه يصدقونه، لذا وجودكما معاً دائماً في أجواء دافئة ومتفاهمة يجعل الطفل يحبكما معا ويتعامل معكما بنفس الاهتمام.