بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
السلام عليكم ورحمة الله
هذه بعض دقائق العروض وجدتها مبعثرة في الحاشية الكبرى على متن الكافي للدمنهوري، أحببت نثرها في هذا الملتقى المبارك.
1- يمنع توالي خمس متحركات مطلقا في الشعر.
مثاله من المجتث
مستفعِ لن فاعلاتن
لو حصل زحاف بين نون مستفع لن وألف فاعلاتن لأدى ذلك إلى توالي خمس متحركات (وهي العين واللام من مستفع لن والفاء والعين واللام من فاعلاتن) لذا وجبت المعاقبة (أي يمنع زحاف السببين معا ويجوز زحاف أحدهما أو تركه) بين نون مستفع لن وألف فاعلاتن.
2- يقبح توالي أربع متحركات في تفعيلة واحدة ويمنع في تفعيلتين.
مثال للقبح من الرجز
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
لو حدث الزحافان في إحدى التفعيلات وذلك بحذف السين والفاء فسيتوالى أربع متحركات (أي تصبح التفعيلة فاصلة كبرى) فهذه الحالة جائزة لكن بقبح لأنها في تفعيلة واحدة.
مثال للمنع من الطويل
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
لو حصل زحافان في مفاعيلن الأولى (أي حذف الياء والنون) لأدى ذلك إلى توالي أربع متحركات من تفعيلتين (وهي العين واللام من مفاعيلن والفاء والعين من فعولن) لذا وجبت المعاقبة بين سببي مفاعيلن (أي يمنع زحاف السببين معا ويجوز زحاف أحدهما أو تركه)
3- يمنع أن يكون آخر الضرب متحركا.
مثال من السريع
وبحره بحسب دائرته هو مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ مكررة
لكن لم يستعمل عروضه على هذا الشكل قط، بل أعاريضه هي فاعلانْ وفاعلنْ وفعلنْ، والسبب في ذلك أن مفعولاتُ متحركة الآخر وهذا ممنوع في آخر البيت.
4- قال الدماميني رحمه الله ذهب الأخفش إلى أن المشطور والمنهوك ليسا من الشعر بل من السجع، واتفق هو والخليل وأكثر العروضيين إلى أن ما كان على جزء واحد ليس من الشعر بل هو سجع وخالفهم الزجاج وجعل من الشعر نحو قول القائل:
موسى القمر
غيث زخر
يحيى البشر
5- قيل إن ألفية ابن مالك ليست قصيدة وقيل بل هي قصيدة والأول أولى.
قال ابن بري في المشطور المزدوج "ولقائل أن يقول إن كل شطرين من ذلك شعر على حدته إلا أنه لا يسمى قصيدة حتى ينتهي إلى سبعة أشطار فما زاد"اهـ قال الدماميني بعد أن نقل ذلك عن ابن بري المذكور "قلت الذي يظهر لي في ذلك أن يجعل كل شطرين من ذلك شعرا على حدته ولا يجعل ذلك كله قصيدة واحدة وإن تجاوزت الأبيات سبعة لأنهم لا يلتزمون فيها رويا واحدا ولا حركة واحدة بل يجمعون فيها بين الحروف المختلفة المخارج مع البعد بينها أو القرب بين الحركات الثلاث ولا يتحاشون ذلك ولا اختلاف أوزان الضروب وإنما يلتزمون ذلك في كل شطرين فلو جعلنا الكل قصيدة واحدة للزم وجود الاكفاء والإجازة والإقواء والاصراف في القصيدة الواحدة وتلك عيوب يجب اجتنابها وهم لا يعدون ذلك في مثل هذه الأراجيز عيبا ولا نجد نكيرا لذلك من العلماء فدل على ما قلناه اهـ
قال الدمنهوري رحمه الله ومنه يعلم أن نحو ألفية ابن مالك لا يقال لها قصيدة حقيقة وممن صرح بذلك الشيخ الصبان في حاشيته على شرح الأشموني ..
قلت: هم يعتبرونها شعرا لكن ليس قصيدة، إلا عند الأخفش الذي لا يعتبر المشطور من الشعر بل من السجع كما مر.
6- قيل إن عدد بحور الشعر أربعة عشر وقيل خمسة عشر وقيل ستة عشر فما الصحيح من القول وما سبب الخلاف في عدها ؟
قال الدماميني في شرح الخزرجية "المراد بالأنواع الأوزان التي نظم العرب عليها أشعارهم وتسمى بحورا وأصولا وأعاريض وأنواعا وشطورا وكونها خمسة عشر هو مذهب الخليل وزاد الأخفش بحرا آخر ذهب إلى أنه مستعمل وتبعه على ذلك جماعة وهو بحر المتدارك والخليل يرى أنه من المهملات" وقال " وأنكر الأخفش أن يكون المضارع والمقتضب من شعر العرب وزعم أنه لم يسمع منهم شيء منهما قلت وهو محجوج بنقل الخليل"
وقال الزجاج "هما قليلان حتى أنه لا يوجد قصيدة لعربي وإنما يروى من كل واحد منهما البيت والبيتان ولا ينسب بيت منهما إلى شاعر من العرب ولا يوجد في أشعار القبائل" أهـ
أي شاعر أو قبيلة معروفة بالشعر.
7- كتب العروض المتقدمة تفرق في كتابة مستفعلن فأحيانا تكتب هكذا "مستفعلن" (كما في بحر الرجز)، وأحيانا "مستفعِ لن" (كما في بحر الخفيف) وفي بعض الكتب المعاصرة كتبوها على صورة واحدة في كل البحور ظنا منهم أن الأمرين سيان.
وهناك فرق فـ"مستفعلن" مكونة من سببين خفيفين ووتد مجموع (أي مس-تف-علن) أما "مستفعِ لن" فمكونة من سبب خفيف ووتد مفروق وسبب خفيف (أي مس - تفعِ - لن) وإذا علمنا أن الزحاف يقع على الأسباب دون الأوتاد تبين أن الزحاف يقع في "مستفعلن" على الحرف الثاني والرابع، أما "مستفع لن" فإن الزحاف يقع فيها على الحرف الثاني والسابع.
مثال ذلك..
8- للعلماء قولان في إثبات حرف الإشباع أو حذفه.
9- إن انتهى صدر البيت في منتصف الكلمة وبدأ عجزه من نصفها الآخر، فإن هذا البيت يسمى مدرج ومدور والمداخل.
مثاله: من الوافر
ولقد علمت ربيعة بأنْ نَ حبلكِ واهن خَلَقُ
عبد الرؤوف أبو شقرة