العوامل المؤثرة في فقدان الأب
فقدان الأب له نتائج مباشرة ولاحقة على اختلاف نواحي الفقدان لكنها تختلف باختلاف بعض المتغيرات مثل عمر الطفل في حالة فقدان الأب فتعتبر المرحلة الأكثر حساسية في حياة الطفل والتي يتم فيها بناء العلاقات الوجدانية الراسخة والتي يتأثر بها على طوال حياته في عمر الستة شهور وعامين أما الفترة ما بين الثالثة والخامسة من عمر الطفل يتفق جميع خبراء علم النفس أنها ذو تأثير شديد على الطفل ولكنها لا تتخطى الفترة الأولى وقد يصل تأثر الفرد من فقدان الأب لمرحلة المراهقة والبلوغ، بل أن المشاكل وحدتها والاضطرابات التي يتعرض لها الطفل ترتبط أساسا بالعمر الذي فقد فيه والده، ففي الطفولة يصبح فقدان الأب أمرا قاسيا وصعبا، وفي المراهقة تزداد المشاكل والاضطرابات حدة ويكون المراهق في هذه المرحلة بالأخص في أشد الحاجة للأمان والحماية ومصدر الثقة بالنفس والأساس في كل هذا هو الأب.
تتفاوت النتائج السلبية من فقد الطفل لأبيه على حسب درجة فقدانه والفترة الزمنية التي سيعيشها الطفل حيث أن الفقدان الجزئي أو لفترة معينة يسبب شوق ولهفة وعطش للحب والأمان وقد يترك طابعا انتقاميا لدى الطفل ومن الممكن أن يتسبب في إحساس بالذنب وعوارض مختلفة للاكتئاب، لكن الفقدان الكلي بالطبع يكون أشد خطورة على الطفل ونموه النفسي والاجتماعي والخلقي وقد يتسبب في العجز التام للطفل.
أكدت بعض الأبحاث والدراسات النفسية أن جنس الطفل له تأثير على حالة الشعور بالفقدان حيث أن فقدان الذكر للأب تكون أعراضها النفسية أقوى من فقدان الأنثى ويرجع ذلك لحاجة الذكر التي تختلف عن حاجة الأنثى للأب.
- علاقة الطفل بوالده قبل فقدانه
العلاقة بين الأب والطفل تؤثر على مدى الشعور بفقدان الأب وبالطبع في حالة العلاقات المتماسكة والمترابطة يشعر الطفل بضياع وألم شديد في حالة حرمانه من والده.