جداول العشاق
صِل بالوريدِ جداولَ العُشاقِ
وامزِج دِماكَ بمائِها الرِقراقِ
فالحبُّ عهدٌ بالدماءِ مُعَمَّدٌ
والعِشقُ جرحٌ طافَ بالآفاقِ
لايصدقُ القلبُ المُحِبُ مَقالةً
من غيرِ أن تُفنيهِ بالإحراقِ
ويُدوّي في قممِ الوجودِ نِداءُهُ
ويغورُ نزفاً في مدى الأحداقِ
قدرٌ هُوَ الحبُ العظيمُ وشَجوهُ
سبب ٌ يُعيدُ الخَلقَ في الأعماقِ
ياشُعلةَ الحبِ المُدَمرِ عانقي
فجري المُوَّشى بالهوى الخلاّقِ
مُدِّي لهيبُكِ في الفؤادِ ومزِّقي
وَهَني وشُدّي لوعةَ المُشتاقِ
غوري بجرحي ، زمجري بأنينهِ
وتلذَّذي بدمِ الفتى التَوّاقِ
فأنا كفرتُ بكل عشقٍ لايثورُ
وينتهي في قبضةِ الأطواقِ
وأنا كفرتُ بكلِّ عشقٍ ماتَ في
أحشائهِ عُنفُ الهوى الخلاّقِ
وأنا طويتُ لواعجي ومَحوتُها
عن كلِّ سطرٍ ماتَ في أوراقي
وطويتُ عشقَ الغانياتِ فلا مهىً
بَقِيَت بهِ أو هندُ في أشواقي
رَحَلَ الفؤادُ بدربهِن فما جنى ؟
غيرَ الأسى والحزنِ والإخفاقِ
وَهَفا لآلِ المصطفى وبدورهِ
عَلَمُ الهدى في عالمِ الإشراقِ
أين المَكارمُ والعُلا من فاطم ٍ
رَضَع الإباءَ ورفعةَ الأخلاقِ
سَل مالحسين العارفين، سَلِ القَنا
ستُجيبُك الأصداءُ بالآفاقِ
هذا الذي زَجرَ الردى ولفِعلهِ
دانت نواميسُ العُلا العملاقِ
هذا الذي كلُّ البَيارِقُ نُكِّسَت
والطفُ باقٍ كاللوا خفّاقِ
هذا الذي كلُّ العظامِ تساقطت
وهو النزيفُ المستمرُ الباقي
هذا الإمامُ الخُلدُ كان بنحره ِ
والمجد كان بدمّه ِ المِهراقِ
✍.. ابوعلي النجفي