دعي يدايَّ تَمسِكُ وَجهكِ وتطوف به كيفما تشاء،
إنني أملِكُ بأصابعي عيون ...
دعيني اُرمم ملامحكِ في عقلي ارسِمُ لكِ فمٌ رقيقٌ وجميل كالكرز الذي هو آيضاً لا أعرف لهُ شكل لكن آستطيع أن اُميز طعمه كما اُميز رائِحتكِ عن بُعد
واسمعُ صوتكِ قبل أن تنطقي
ما زالت تدوي كلماتكِ في قلبي ..
يوم قلتِ بكلِ جفاء
( انا اُساعدك ليس ألا ..انا لست ناقصة لأتزوج شخصا تنقصهُ عينان )
في ذلك اليوم جلستُ لساعاتٍ في ذلك الظلام الدامس ..
الذي لا يملك لوناً حتى ...
ف الأعمى يا حبيبتي حتى اللون الأسود لا يستطيع رؤيته
لا أعلم ما هو اللون الأبيض لكن والدتي كان تقول بأنني ابيض كالقطن وشعري اسود كالليل ..وددت ان اسألها وماهو لون الليل اصلا يا أمي ؟!
لكنني آخترت الصمت ...
سألتُكِ يوما صِفي لي شكلك
فأخذتِ أصابعي ومررتيها على كل وجهكِ
كنتُ اشعر بكل مسامة تخللت وجهك
حتى البثور ميزتها في جبينك
وشكل انفك المستدق
شفاهك المرسومه
ورموشكِ الطويلة، يومها اخذت خصلة من شعرك بيدي
سألتك ما لونه ؟
قلتي أسود ...
قلتُ لكِ: وما هو الأسود؟
أجبتِ حينها: الأسود هو ما تراه الآن.
لم اُجبكِ حينها، لكن .. اكتفيت بالأحتراق
كنتِ البصيرة التي لا املكها، وصفتي لي الحدائق والأشجار والشمس ...
انا كنتُ مُبصراً بوجدك.
وحينما رحلتِ ... عدتُ ذلك الكفيف البائس
وقعتُ بحُبكِ ..
لم اكن أعرف لكِ لوناً ولا شكلا
عندما كنتِ تقرأين لي حفظت نغمة صوتك، رنين تثاؤبك، الضجر، قهقهاتك وآخيرآ حَفِظتُ نبرة ألاستهزاء عندما اخبرتُكِ بمدى حبي لك ..
في ذلك اليوم يا حبيبتي عَرِفتُ ما هو شعور اللون الأسود.