كم جرعتُ اليومَ حزناً
يا صديقهْ
ليس إضراباً أريدُ
إنّما كشف الحقيقهْ
إنّني اليوم أعاني
من جراحات عميقهْ
حيث أرضي ودياري
قد سباها الوحش جهراً
في دقيقهْ
كي نعيد الأرض طهراً
ماتَ منّا ألفُ ألفٍ
وهي في القلب عشيقهْ
كيف هذا لست أدري يا صديقهْ؟
كيف أنساها دياري؟
كيف أنسى عطر أزهار الحديقهْ؟
كيف أنسى دوحة التين الأنيقهْ؟
ها أنا صرتُ شريداً
وكسائي بعض أسمال عتيقهْ
هاهنا(أطما) ملاذي
وهموم النزح تجثو فوق أضلاعي الرقيقهْ
كيف أعدو في سراب الموت وحدي؟
آهِ منها يا صديقهْ
فالمفازات معيقهْ
حينما كنتُ(بزيتا)
كانت الشمس ضياءً
والعصافير طليقهْ.
عبدالكريم نعسان