سأل صحفي الكاتب المصري المعروف
( ﻋﺒﺎﺱ محمود ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ ) ذات مرة :
من منكما أكثر شهرة
أنت أم محمود ﺷﻜﻮﻛﻮ ؟
(شكوكو هذا هو مونولوجست مصري هزلي مشهور ،
كان يرتدي ثياب المهرجين لإضحاك الناس )
ﺭﺩ العقاد ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ: مين ﺷﻜﻮﻛﻮ ؟
ولما وصلت القصة ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ قال للصحفي :
( قل لصاحبك العقاد ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ
ويقف على أحد الأرصفة
وسأقف على ﺭﺻﻴﻒ مقابل
ﻭنرى ﺍﻟﻨﺎﺱ ( على من سوف تتجمع )
وهنا رد العقاد : قولوا ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ
ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺻﻴﻒ
ﻭﻳضع « ﺭﻗﺎﺻﺔ » ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ ﺍلثاﻧﻲ
ﻭﻳرى ﺍﻟﻨﺎﺱ ( تجمعها ) على مين أﻛﺘﺮ ..!
عبارة العقاد الأخيرة رغم قسوتها
إلا أنها تحمل رسالة بليغة
عن المستوى العلمي والاخلاقي والثقافي والعمق الشخصي الشعبي العام
مفادها أن القيمة لا تقاس
بالجماهيرية ولا بالشهرة
بل إنك وفي أحيان كثيرة
تجد أنه كلما تعمق الإنسان في الإسفاف
والابتذال والهبوط
كلما ازداد جماهيرية وشهرته .
ميل الناس إلى الاحتفاء بالهشاشة والسهولة والتهريج والسطحية والباطل
هو انعكاس لانهيار وفقدان القيم والمبادئ والاخلاق
وانحيازهم لباطل مطلي بالذهب والمال الحرام والابتعاد عن حق بسيط وربما فقير وغير مغري للناس فاقدي المبادئ والقيم والاخلاق واحقاق الحق والعدالة
لذلك يوصي الامام علي ( رض ) اتباعه الذين تتناقص اعدادهم متجهين صوب المال والثروة والهدايا في مكان اخر بقوله لهم
« يا اصحاب علي .. لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه »
اما الشيخ عبد القادر الكيلاني رحمه الله فيقول
كلما زاد الجمع في مكان ، قل عطاء العلم فيه وانحسر الحق وارتفع الباطل وصدح الكذابون وتحدث المنافقون وذابت العدالة ونفذ حكم الغرائز على المستضعفين.
راقت لي