يحكى انه في مكان بعيد سافر رجل حكيم إلى بلدة بعيدة ليحل على اهلها ضيفاً فلما وصل إلى مدخل المدينة إستراح تحت ضل شجرة من عناء السفر و إذا به يشاهد منظراً عجيباً رجل يبدوا عليه الاحترام و الوقار يضرب طفلا ضربا مُبرحاً و يركله برجله إلى أن خارت قواه. ثم جلس الرجل المحترم إلى مكان يستريح من عناء مجهود الضرب و الركلات و هو يتنفس بأزيز كأزيز المرجل كالكوز مجخياَ
ترك الرجل الحكيم الرجل المحترم يستريح جيدا من تعبه ثم اقترب منه سائلا إيَّاه بعد إلقائه السلام و التحية الراقية.
الرجل الحكيم : السلام عليكم
الرجل المحترم : و عليكم السلام ورحمة الله تعالى و بركاته.
تحدث الرجل الحكيم بذاخله لقد رد هذا الرجل التحية و زاد فيها و هو من شيم المحترمين ثم قال
الرجل الحكيم : هل لي أن أسألك ؟
الرجل المحترم : تفضل أخي و إن كنت أجدك غريبا عن البلدة و لم أقوم بواجب الضيافة و قد رأيتني ربما بمنظر لا يليق برجل محترم أضرب ذاك الطفل
الرجل الحكيم : أجل، انا لست من بلدتكم و جِأتكم ضيفاً و فعلا قد رأيت ما قلت فانتابني سؤال ملح. ما الذي فعله ذلك الطفل ؟ و من يكون يا ترى ؟
الرجل المحترم : إنه إبني
الرجل الحكيم : و كيف تفعل به هاكذا ؟ و ما تراه يكون قد فعل؟
الرجل المحترم : إني ذو مبادئء و أفكار تخصني لا و لم و لن افصح عنها لأحد و لكني وجدت افضل طريقة لتصحيحه هي انني أركله ركلة لا و لن ينساها. فهو قد جاء بأفكار غريبة
فرد الحكيم إعلم يا ولدي انك بعملك ذلك تعين الدهر على ولدك و فلذة كبدك ثم أضاف اترى تلك الجنازة المحمولة على الاكتاف ان صاحبها كان يجري وراء الدنيا و اليوم قد اخذ منها اكبر و آخر ركلة فطوبى لمن ترك دنياه قبل ان تركله و لمن أَعَدَّ لقبره قبل أن يدخله و لمن تحلل من مظالم الخلق قبل ان يقتصوا منه