احبـــــــــــــــائي
اسرحو معي في عالم الخيال قليللا((ولو انه حقيقة جزء من الواقع المرير))
هناك طفل يلتهم خبزة ويحمل علما
هناك نساء ملثمات يعبرن بهدوء
هناك بيت تندلع فيه النيران وتتصاعد الأدخنة من نوافذه
اللوحة تعكس جحيم الواقع
وردة فعل الناس , حيث يمارسون حياتهم اليومية بشكل معتاد,
فلا أثر للاهتياج أو للرعب في اللوحة, حتى النساء لم يلتفتن إلى البيت المحترق.
والطفل هنا يرمز إلى الحاضر وإلى المستقبل في الوقت ذاته . فهو حاضر ضعيف , يتطلع بنظرة شاردة إلى الأمام , ويحمل العلم ولكنه لن يقوم بحقه. وكذلك العراقيون , فهم يحملون في نفوسهم رغبة في تطهير بلادهم من الفرقة والشتات والعدو المحتل , ويتطلعون إلى إنعاش العراق والرقي به , ولكن تحقق هذه الرغاب قد لا يحدث إلا في المستقل , ريثما يكبر الطفل ويعي جيدًا كيف يخرج من الأزمة , يعي جيدا كيف يؤدي حق هذا العلم.
وهذا الخبز الذي يأكله الطفل هو الوقائع التي يتغذى الحاضر بتفاصيلها , ويتشكل المستقبل وفقها وتنبني مداميكه عليها , فيقوى بها شيئا فشيئا ويجيء مختلفا.
وثمة امرأتان تسيران بطمأنينة وتقصدان وجهة بعينها , ولا يعنيهما الدمار الذي يجتاح البيت المجاور لهما , ولا تتجنبانه , كما لاتلتفتان إليه.
وهذا يحتمل تفسيرين : أما أن تكون المرأتان رمز ًا للطائفتين الموجودتين في العراق (السنة والشيعة),حيث يلحق الدمار بالبلاد , ولكن الطائفتين لا يعنيهما سوى أهدافهما الشخصية .
أن تكون المرأتان رمزًا للوطن بتكوينه الثنائي(السنة والشيعة). ويود لو يمشي هذا الوطن نحو مقصده بثبات , و ألا تفزعه الفتن التي تحيط به , وأن يجتازها ويبلغ مرامه . وهو وطن لم يكشف عن نفسه بعد , فجماله موارى وغاياته مازالت محجوبة ملثمة , ويحتاج إلى الابتعاد عن الفتن ليعلن عن نفسه
و أن خمار الرأس لونه أزرق, وهو لون ملابس الطفل أيضا. واللون الأزرق لون بارد يرمز إلى الهدوء والطمأنينة وأحيانا الروحانية. وهذا يشف عن رغبة في أن يحاط حاضر العراق ومستقبله بالطمأنينة .
ولكن ثمة حمرة توزعت في المساحة الفاصلة بين الطفل (المستقبل) وبين النساء (الوطن). وعليه فإنه حتى يحين المستقبل , وحتى تتمكن أولئك النسوة من اجتياز الطريق المحفوف بالمخاطر وبلوغ مرامها سيكون الطريق إلى تحرير الوطن ونصره مصطبغا بالدماء.
بدت لي ملامح الطفل كبيرة كأنها ملامح رجل , وربما يشير ذلك إلى حاضر سيتكشف عن نضج مبكر , أو يشير إلى همِّ أسرع به إلى الكبر واغتال طفولته , مثلما اغتالت المحنُ حاضر العراق ودمرت حضارته وجماله. .
مما اعجبني حقـــــــــــــــــــــــ ا
وله لمسة لامست شعوري
وارجو ان تعجبكم
مودتي