علماء يتوصلون إلى مُسكن ألم غير أفيوني من سُم أحد أنواع العناكب.
لا يقتصر ضرر مسكنات الألم الأفيونيه على الآثار الجانبية المحتملة مثل الغثيان والإمساك فحسب، بل يمكن أن تُسبب الإدمان أيضاً، لذلك ابتكر علماء أستراليون ما قد يكون دواءً أفضل مصنوعًا بالاعتماد على سم الرتيلاء Tarantula، حيث يتم تطوير هذا العقار التجريبي الجديد لتسكين الألم من قبل فريق في جامعة كوينزلاند Queensland بقيادة الدكتورة كريستينا شرودر Christina Schroeder.
يعرف عنكبوت الطيور الصيني Haplopelma schmidti بالعدوانية الشديدة والسميّة العاليّة، وهو أحد أنواع الرتيلاء التي تتواجد بشكل أساسي في جنوب الصين وفيتنام، حيث يحتوي سُم هذا العنكبوت على بروتين صغير يُطلق عليه Huwentoxin-IV.
قام الباحثون بتغيير البروتين وتعزيز القدرة الموجودة فيه بالفعل على الارتباط بمستقبلات ألم مُحددة في جسم الإنسان وبالتالي منع إدراك الألم، ونظراً لكون الدواء الناتج قوي للغاية ومُستهدف للمُستقبلات بدقة فإن جرعة بكمية قليلة منه كافية لتسكين الألم مما يقلل من أي آثار جانبية محتملة، وبالإضافة إلى ذلك تشير الاختبارات التي أجريت على فئران المختبر إلى أنّه من غير المحتمل أن يكون مسببًا للإدمان، ومع ذلك فقد ثبت أنّه فعال للغاية.
وفقاً للدكتورة شرودر فإنّ أزمة المواد الأفيونيّه الحالية حول العالم تجعلنا بأمس الحاجة لإيجاد بدائل عاجلة للمورفين والأدوية الشبيهة به، وقد قالت: “من خلال استخدام المقاربة ثلاثية الشُعب في تصميمنا للدواء، والتي تتضمن البروتين المُصغّر ومستقبله والغشاء المحيط به من سم العنكبوت، قمنا بتغيير هذا البروتين مما أدى إلى زيادة فعاليته وتخصصه بمستقبلات ألم محددة.
هذه ليست المرة الأولى التي يكتشف فيها علماء جامعة كوينزلاند الاستخدام العلاجي لسم العنكبوت، ففي عام 2017 حدد فريق بقيادة البروفيسور جلين كينغ Glenn King أنّ الببتيد في سم عنكبوت Funnel-web الأسترالي يُقلل من تلف الدماغ الناجم عن السكتات الدماغية.