جوامع ومساجد كرخ بغداد عام 1855
في عام 1855 م كتب فيلكس جونز القائد والرحالة تقريره عن بغداد الذي استغرقت كتابته عدة سنوات، وقد أعطى صورة واضحة عن بغداد من أسواق وطرق ومحلات وجوامع ومساجد ومجتمع بغدادي، وكل ما يتعلق بها، والذي يلاحظ ان عدد الجوامع والمساجد في الكرخ كثير جداً، بحيث لا يتناسب مع مساحة الكرخ التي لا تتجاوز 7 كم، شمالها محلة خضر الياس، أي جنوب الطريق الذي يعبر نهر دجلة الى مدينة الطب وباب المعظم، وجنوب الكرخ طريق الصالحية الذي يعبر نهر دجلة من الصالحية الذاهب الى ساحة النهضة، وشرقاً دجلة، وغرباً محلة الدوريين والعلاوي، التي تبعد عن دجلة بحدود 1 كم أو أكثر بقليل. لذلك نجد ان محلات الكرخ متداخلة وصغيرة جداً، وهي محلات الجعيفر والتكارتة والشيخ علي وسوق حمادة والست نفيسة وخضر الياس وسوق الجديد وجامع عطا والشيخ بشار والشيخ صندل والفحامة والمشاهدة ورأس الجسر والفلاحات وسوق العجمي والدوريين والسيف والشواكة وعلاوي الحلة والكريمات، أما الصالحية فكانت بساتين.
وجوامع ومساجد الكرخ هي: الشيخ صندل والشيخ بشار والشيخ علي وعطا وخضر الياس والقمرية والشيخ موسى والحنان والست نفيسة وعلاوي الحلة وباب السيف ورأس الجسر والبيجات وسوق للعجمي وسليمان الغنام وبيت الشواف وحمام الشامي ومحلة الجبور وسوق حمادة وحاجي أمين وحاجي محمد وملا نعمان وشيخ علي الحبوري وملا شريف وثاني وملا كاظم وحاجي عبد الله.
جامع الشيخ صندل يقع في المحلة المعروفة بهذا الاسم عند ضريح الشيخ صندل، وهو عماد الدين صندل بن عبد الله من الأحباش والمعروف بالمقتفوي، نسبة الى الخليفة العباسي المقتفي، وهو سيده ومولاه، وقد توفي الشيخِ عام 593 هـ، ودفن في نفس هذا المكان بعد أن تولى مناصب عديدة، منها قيادة جيش بغداد واستاذية دار الخلافة. وتقع المحلة بين محلات سوق الجديد وجامع عطا والفحامة والفلاحات ورأس الجسر.
وجامع الشيخ بشار يقع في المحلة التي تحمل هذا الاسم التي تقع على شاطئ دجلة، ومحلتا السوق الجديد ورأس الجسر، والشيخ بشار دفين الجامع هو أبو الحسن علي بن محمد بن بشار الزاهد المتوفى عام 311 هـ. وجامع الشيخ علي ينسب للشيخ علي الجبوري في المحلة التي بهذا الاسم التي تقع بين سور الكرخ القديم ومحلات الجعيفر وسوق حمادة والمشاهدة، وكان الشيخ من صلحاء قبيلة الجبور التي سكنت هذه المحلة.
وجامع عطا يقع في المحلة التي تحمل هذا الاسم، وقد بنى هذا الجامع آلُ عطاء من وجوه الكرخ وكبار تجارها، وقد جمعت هذه الأسرة المال مع الثقافة، وقد كانت دور هذه الأسرة في هذا المكان، وتقع محلة جامع عطل بين محلات سوق الجديد والست نفيسة وسوق حمادة والمشاهدة والفحامة والشيخ صندل.
وجامع خضر الياس يقع في المحلة التي تحمل هذا الاسم وهو جامع قديم كان رباطاً للصوفية، عرف بالاخلاطية نسبة الى مؤسسته سلجوقي خاتون الاخلاطية، زوجة الخليفة الناصر لدين الله العباسي. وفي العهد العثماني تحول الى التكية البكداشية، وقد جرفها نهر دجلة المسجد. وتقع محلة خضر الياس على شاطئ دجلة تحت الجسر الذي يربط الكرخ بباب المعظم في الرصافة.
وجامع القمرية وهوِ جامع قديم يطل على نهر دجلة قرب ثانوية الكرخ، ويقرأ بضم أوله وسكون الميم. بدأ بانشائه الخليفة العباسي الناصر لدين الله على ربوة قرب مصب نهر قديم كان يسمى نهر عيسى، وللجامع مئذنة ترقى الى عهد تأسيسه، وقد تمَّ تعميره في العهد العثماني من عائشة خانم بنت الوالي أحمد باشا وزوجة الوالي عمر باشا، وقد خصصت وقفيات كثيرة في المنطقة للانفاق على هذا الجامع. ويقع الجامع في محلة سوق الجديد التي تحيط بها محلات الست نفيسة وجامع عطا والشيخ بشار والشيخ صندل امتازت بوجود سوق كبير فيها.وجامع الشيخ موسى الذي ينسب الى الشيخ موسى بن ساير الجبوري من خلفاء الشيخ الصوفي خالد النقشبندي الذي دفن أولاً في جامع الست نفيسة، وعند نقض المسجد بسبب توسيع الشارع الذاهب الى الكاظمية نقل رفاته الى داره التي أضحت تكية لأتباعه، ثم تحولت الى مسجد، وهو في محلة المشاهدة التي نسبت الى سكانها المشاهدة. وفي وقفية الشيخ موسى لدى المحكمه سنة 1832 م انه أوقف على جامعه دكاكين.وجامع الحنان الذي يعود الى العهد العثماني عام 1696 م قديم عند ساحة السويدي الذي تحول اسمها الى ساحة الشهداء. جدد عمارته من اسمه عبد الحنان، وكان مسجداً كبيراً ولكنه نقض سنة 1946 م لغرض توسعة الساحة وجدد بشكل أصغر. وهذا الجامع أشير اليه في وقفية الوالي سليمان باشا 1765 م مقابل هيأة التقاعد عند بداية الجسر الذي يربط الكرخ بالرصافة عند ساحة الرصافي. وجامع الست نفيسة الذي ينسب الى الست نفيسة القشطيني، وتمّ بناؤه عام 1701 م التي كانت من الفاضلات في بغداد، ويقع قرب جسر باب المعظم، وهذه المحلة تقع بين محلات سوق حمادة وخضر الياس وجامع عطا، يفصل بينها وبين محلة خضر الياس الشارع الذاهب الى الكاظمية.
ومسجد علاوي الحلة مسجد صغير على الشارع الممتد الى علاوي الحلة التي تقع بين محلات الشواكة والصالحية والدوريين والسيف. والعلاوي جمع علوة، وهي مناثر الحبوب والخضر مما يباع جملة، نسبت الى باب الحلة من أبواب سور بغداد، وكانت أرض زراعية. وجامع باب السيف مسجد قديم وقد تمت ازالته ومحلو مرأب السيارات قرب هيأة التقاعد. ومحلة السيف تقع على نهر دجلة تحيطها محلات رأس الجسر والدوريبن وعلاوي الحلة والشواكة. ومسجد رأس الجسر مسجد قديم تمت ازالته وارضه ضمن مرأب السيارات المذكور، ويعتقد انه ما كان يسمى مسجد بنات الحسن ومسجد البيجات نسبة الى إطلاق لفظ البيكات على المحلة التي يسكنها آل الشاوي. وقد جدده عبد الله الشاوي سنة 1947 م، ومسجد سوق العجيمي نسبة الى حبيب العجمي الصوفي المتوفى في البصره قبل بناء بغداد، ومسجد سليمان الغنام شيخ قبيلة «عكيل» النجدية التي كانت تسكن الكرخ، حتى تمت تسمية الكرخ «صوب عكيل». وتم تشييد الجامع سنة 1838 م في محلة الشيخ بشار التي تقع على شاطئ دجلة، وتحدها محلات سوق الجديد ورأس الجسر ومسجد الشراف وهو مسجد رأس الجسر ومسجد محمود صوزة ومسجد بن عبيد ومسجد حمام الشامي أي مسجد الفحامة التي تنسب الى الفحامين. وتقع محلة الفحامة بين محلات المشاهدة وجامع عطا والشيخ صندل والفلاحات ومسجد محلة الجبور، وهو مسجد عبد الله النوخة المعروف بأبي خنجر. وقد هدم هذا المسجد ومسجد سوق حمادة، وقد نقضت هذه المحلة ومسجدها لإقامة ساحة الطلائع وشارع حيفا. ومسجد حاج أمين من مساجد المحلة السابقةن ومسجد حجي محمد الذي يسمى مسجد أولاد الكاظم ويقع قرب جامع القمرية، ونسب الى الشيخ الصوفي الحاج محمد سرحان، ومسجد ملا عثمان ومسجد شيخ علي الحبوري في محلة الجبور الواقعة بين سور الكرخ ومحلات الجعيفر وسوق حمادة والمشاهدة.
ومسجد حاج عبد الله السويدي المتوفى سنة 1716 م، وهو في محلة عطا وسط مقاهي عكيل، وكان الشيخ السويدي من أجداد توفيق وناجي السويدي اللذين أصبحا رؤساء وزارات في العهد الملكي، وكان السويدي يقيم في المسجد ثم أعقبه غلام رسول الهندي.