مدينة تنومة
تنومة
تنومة مدينة تقع جنوب المملكة العربية السعودية، وتعد واحدة من أهم المقاصد السياحيّة في المملكة؛ لما وهبها الله من فخامة الطبيعة والأجواء البديعة، وتتميز القرى في هذه المدينة بوفرة المياه والشلالات؛ وهذا دافع تسميتها بمدينة الضباب والماء، إضافة إلى المعالم الأثرية والمنتزهات السياحيّة.
جغرافية وسكان تنومة
تقع مدينة تنومة على سفوح جبال السروات جنوب المملكة العربية السعودية وشمال منطقة عسير على الطريق الواصل بين الطائف وأبها، وعلى بعد 125كم من أبها، يحدّها من الشمال محافظة النّماص، ومن الجنوب مركز بللسمر، وإلى جهتها الغربية تقع بارق، ومن جهتها الشرقية والجنوبية الشرقية يقع كل من وادي الهشبل، بيشة، والصمغ. وتبلغ مساحتها حوالي 49.470كم²، وعدد سكانها ما يقارب 40.000 نسمة.
المعالم والأماكن السياحية في تنومة
تعد تنومة المقصد السياحي الأول في المدينة؛ لما تحويه من وجهات أنيقه ورائعه تجعلها مقصدًا للسيّاح من كل صوب، ومن هذه الأماكن:
- شلال الدهناء أو شلال تنومة: ويعدّ أحد أهم الأماكن السياحيّة في المدينة، يقع جنوب تنومة وتنسال مياهه العذبة على مدار العام مما يجعل الأراضي المحيطة به بساطًا أخضر باهر المنظر، ويصب هذا الشلال في بحيرة صغيرة أسفل الجبل مباشرة، ثم يواصل جريانه في وادي تنومة، وسُميّ الشلال بهذا الاسم نسبة إلى القرية التي يقع فيها وهي قرية الدهناء.
- منتزه الشرف: الذي يقع في الجهة الغربية من المدينة، وهو وجهة مثالية لمحبي الطبيعة، حيث الريف السعيد والعيش الرغيد، وهو مكان مناسب للمناسبات العائلية ونزه الأصدقاء، ويتميّز هذا المنتزه بوفرة المراعي حيث تربى فيه الماعز والبقر بمختلف أنواعها.
- متحف تنومة الأثري: وهو المتحف الرسمي للمدينة، يقع في منطقة سوق السبت في منزل ذي طراز معماريّ قديم، أنشأه سليمان محمد عبدالله الشهري، ويحتوي على 1250 قطعة أثرية من الأدوات القديمة المستخدمة في الري والزراعة إلى جانب الأسلحة وحلي النساء المستخدم قديمًا وبعض العملات القديمة، ويتم عرض تلك القطع في خزائن زجاجية محكمة الإغلاق.
- معالم أخرى: محبو الآثار لهم نصيبهم من هذه المدينة، فثمة جبال شاهقة مزينة بالنقوش والرسوم المحفورة وهي جبال منعاء، ومن هذه النقوش: نقش يمثل نعامتين، إضافة إلى الرموز كالأفاعي الضخمة وبعض الرسومات التي تمثل حيوانات عاشت في هذه المنطقة كالخيول والفرسان، ويقوم على أحد جبالها وهو جبل عكران مسجد صغير لا تدخله أشعة الشمس إلا زمناً يسيراً جدًا من ساعات النهار، ليس له سقف ويتكوّن من محرابان وفتحة واحدة صغيرة لا تسمح بمرور أكثر من شخص، و لعلّ ما يميّز قمة هذا الجبل هو قيام المسجد على سفوحه، ويصل ارتفاع أعلى قمة بجبال منعاء قرابة 266م عن مستوى سطح البحر، وسُميت هذه الجبال بهذا الاسم؛ نظرًا لمناعتها وقوة حصانتها.
كتبوا عن تنومة
كما جذبت هذه المدينة السيّاح ومحبي الآثار، فقد ألهمت الشعراء والكتّاب، فكتب بعضهم شعرًا فصيحًا وآخر شعبيًا وذكرها بعضهم في كتبه، ومنهم الشيخ محمد بن شبيلي الذي كتب:
يقل محمد ليت منعا لنا بيت
وتكون تنومة حوش والباب ساقين
وتكون تهامه كلها لي بساتين
ويكون وادي النيل كله كظايم
وأسّقي البستان وارد على الماء
كما جاء في كتاب جزيرة العرب في القرن العشرين لحافظ وهبة وصفًا للبيئة الزراعية الخصبة لأراضي هذه المدينة، وجاء فيه: “والبلاد الداخلية في غاية الخصوبة وخصوصاً من تنومة إلى تمنية وهي تصارع أحسن وأخصب البلاد العالية… والمزروعات على اختلاف أنواعها من حبوب وبقول وفاكهة تجود في الوديان”.