مدينة عكا في فلسطين



مدينة عكا
عكا من أقدم المدن الفلسطينية، مرت على أرضها العديد من الحضارات، فقد كانت عكا مدينة تمتاز بالجمال ومطلة على البحر، كان ذلك سبب مطامع الغزاة والطغاة فيها، إذ إنّها تعد حلقة الوصل بين أوروبا وفلسطين.
موقع المدينة في فلسطين
تقع عكا شمال فلسطين، على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسّط، شمالها رأس الناقورة، وجنوبها جبل الكرمل، واختارتها اليونسكو ضمن أماكن التراث العالمي؛ حيث تبعد عن القدس العاصمة نحو 181كم إلى الشمال الغربي، وتبلغ مساحة المدينة نحو 13.5كم².
تسمية عكا عبر العصور
عكا تعني الرمل الحار، وهذا الاسم أطلقته عليها إحدى القبائل الكنعانية، وسمّيت في عهد الإغريق بتولمايس نسبة إلى بطليموس، أمّا في العهد البيزنطي فسميت سامريتيكا نسبة إلى السامرة، وفي العهد الصليبي سميت سانت جون د إكار، حتى استرجعها المماليك عام1291م، ثم عادت لاسمها الأول عكا.
تاريخ مدينة عكا
تأسست المدينة في الألف الثالثة ق.م على يد إحدى القبائل الكنعانية التي عرفت باسم الجرجاشيين، وكانت مركزًا تجاريًا هامًا لهم، ثم استولت الجيوش المصرية عليها بقيادة تحتمس الثالث، وظلت كنعانية عربية حتى القرن الثامن قبل الميلاد، حيث استولى عليها الملك الأشوري شلمناصر الخامس، ثم وقعت تحت الحكم الفارسي في القرن السادس ق.م، ومن بعده خضعت لسلطان الاسكندر المقدوني في القرن الرابع ق.م شأنها شأن بلدان الشرق الأوسط حينها، ثم أصبحت من قواعد البطالمة الرئيسية، حتى خضعت في أوائل القرن الثاني ق.م للسلوقيين، وكانت أبرز مظاهر حكمهم انتشار الثقافة اليونانية (الهيلينية) في المدن التي استولوا عليها، فغلبت على المدينة العناصر الفنية والمعمارية اليونانية، ثم وقعت تحت حكم الرومان خلال اجتياحهم المدن السورية عام64 ق.م، فأصبحت أهم مراكز تجارة السمك، ثم جاءت الفتوحات الإسلامية العربية، ففتحها شرحبيل بن حسنة 16هـ/636م، وعندما أصبح معاوية بن أبي سفيان واليًا على سوريا أنشأ بعكا أسطولًا بحريًا، وبذلك أصبحت المدينة الأولى في صناعة السفن بعد دار الصناعة بالأسكندرية، ثم استولى عليها أحمد بن طولون ، ووقعت في يد الصليبيين عام 497هـ/1104م، حتى خلصها من أيديهم صلاح الدين الأيوبي عام583هـ/ 1187م، وأخذت المدينة في الازدهار خلال الحكم العثماني لها، حتى أوقفت زحف نابليون بفضل دفاع قائدها أحمد باشا الجزار، وفي 4 فبراير 1918م وقعت تحت الانتداب البريطاني، ثم احتل اليهود المدينة بعد حرب1948م، وبدأ تدفق الهجرة الصهيونية إليها.
سكان مدينة عكا
كان أغلبية سكانها من العرب قبل نكبة فلسطين، أما الآن فيبلغ عدد سكانها 46,617 وفقًا لمكتب الإحصاء المركزي(سي بي اس) لعام 2010، وهي مدينة مختلطة السكان من اليهود، والعرب المسلمين والمسيحيين حيث يشكل اليهود بها نسبة 67.1%.
معالم عكا التاريخية
من أشهر معالمها التاريخية حمام الباشا الذي بناه أحمد باشا الجزار، وسجن عكا أو القلعة، والسوق الأبيض الذي بناه سليمان باشا، ومسجد الميناء الذي يعدّ أول دار للمسلمين في عكا، وكنيسة القديس يوحنا، وخان العمدان.
اقتصاد مدينة عكا
يمتد خلف عكا ظهير زراعي غني، أما أراضي عكا الزراعية فصغيرة المساحة، وتنتج عكا الحبوب والخضروات، وعلى رأس مزروعاتها أشجار الزيتون، ولكن إنتاجها الزراعي غير كاف، لذلك تعتمد على الريف العربي المجاور لها، كما تطوّرت الصناعة إلى حد ما في عهد الانتداب، فكان من أهمّها صناعة الكبريت، والفخار، وزيت الزيتون، وفي عكا محطة مركزية للباصات، ومحطة سكة حديد عكا، وتمر بالمدينة الطرق السريعة الوطنية رقم 4-85، إلى جانب خدمة سيارات الأجرة.