البحث عن الذات ومحاولة العودة إلى الحياة بعد المرور بتجربة إنسانية مؤلمة هو الموضوع الرئيسي لفيلم The Way Back. دومًا ما تكون مرحلة التعافي ما بعد الصدمة فكرة محببة وتيمة لعدة أفلام حيث يكون البعد النفسي للشخصية الرئيسية هي محور الأحداث. في هذا العمل سوف نمر سريعاً على كيفية تناول هذا الفيلم للفكرة وهو من بطولة بن أفليك ومن إخراج جافين أوكونور.
فيلم The Way Back والرؤية الإخراجية
إذا كان المخرج يملك رؤية بصرية وفنية جيدة لفيلمه كما الحال في هذا الفيلم فإنه يمكنه أن يصنع عملًا فنيًا خلابًا، حتى وإن كان الموضوع مكرر والسيناريو المكتوب من المستوى المتوسط. هناك متعة بصرية خاصة في اختيار الألوان وحجم اللقطات والزوايا جعل الفيلم خلابًا على المستوى البصري.
حكي مرئي موازي تمامًا لأوجاع وآلام بطل الفيلم جاك كوننينجهام، واستخدام تدريجات من الألوان الموحية بالألم النفسي الشديد مع خلق كادرات قريبة معظم الوقت للتركيز على تعبيرات وجه البطل الذي يعاني أيضًا من مشكلة إدمان الخمور. هناك متعة بصرية نظنها أكبر بكثير من متعة القصة التي كان من الممكن أن تبدو تقليدية تمامًا إذا اختلف المخرج الذي بدا أيضًا أن التفاهم بينه وبين أفليك واضحًا.
هناك لأوكونور أعمال أخرى لعل من أبرزها هو فيلم The Accountant عام 2016 مع بن أفليك أيضًا ويتشابه الفيلمان في أنهما يتبعان نفس الخط النفسي الوجودي للبطل ولكن في فيلم The Way Back تبدو الرؤية السينمائية أنضج كثيرًا جدًا. ونذكر أيضًا أن أوكونور هو منتج الفيلمين.
أفلام كرة السلة
تصورنا أثناء قرائتنا لملخص فكرة الفيلم قبل المشاهدة أننا سنرى فيلمًا آخر من تلك الأفلام التي تتعامل مع كرة السلة. تلك الأفلام التي تعتمد على إثارة اللعبة ولقطات وجوه الجماهير وتقطيعات للكاميرا مع اللاعبين والخلافات بينهم ولكن بعد مشاهدة أول عشرين دقيقة تغيّرت تلك الفكرة تمامًا.
لا تشغل كرة السلة في الفيلم إلا مساحة درامية وبصرية ضئيلة جدًا مقارنة بأزمة البطل النفسية ومحاولاته للعودة إلى الحياة. تم فقط استعارة اللعبة ليتم توظيفها بشكل ذكي جدًا كأداة لمساعدة البطل في الاستشفاء وكان المونتاج عبقريًا في خلق هذه الموازنة.
البحث في الماضي لا يجب ان يكون من أجل العثور على ما يؤلمنا ولكن من أجل استشكاف لحظات انتصاراتنا العظيمة ومحاولة جعلها حافزًا للتقدم.
بن أفليك والأوسكار
بالرغم من أن بن أفليك هو ممثل بالأساس إلأ أنه لم يفز أو يُرشح لجائزة الأوسكار في فرع التمثيل حتى الآن. أما المفارقة أنه بالفعل حصل عليها مرتين. المرة الأولى ككاتب سيناريو عن الفيلم العظيم Good Will Hunting في عام 1997 بالاشتراك مع الممثل مات ديمون وقد اشتركا أيضًا في التمثيل بالفيلم.
أما المرة الثانية فقد فاز فيلمه Argo في عام 2012 بجائزة أحسن فيلم وهو من إخراجه وإنتاجه وبطولته أيضًا وكانت الجائزة بالشراكة مع جرانت هيسلوف وجورج كلوني.
قدم بن أفليك أداءً استثنائيًا في العديد من الأفلام مثل Bounce و Pearl Harbor و Gone Girl كما أن دوره في The Accountant كان جيدًا أيضًا، ولكنه لم يلفت انتباه هيئة الأوسكار في أي منها ولا بترشيح واحد. ومن وجهة نظر أراجيك فإنه لو كان هناك اهتمام أكبر بتطوير سيناريو فيلم The Way Back وبعض جمل الحوار والمشاهد التي بدت تقليدية td الكتابة لربما أظهر بن أفليك قدرات أكبر بكثير من التي أظهرها بالفعل.
يرى بعض المحللين أن أداء بن أفليك في هذا الفيلم هو الأفضل له منذ سنوات، ولكن بالعودة إلى توقعات أو ترشيحات الأوسكار فإن الوقت لا يزال مبكرًا للتكهن خصوصًا أن العام لا يزال في بداياته بالإضافة إلى التغيير الكبير في خريطة صدور الأفلام بسبب فيروس كورونا، والذي سوف يغير كثيرًا في خريطة ظهور النجوم.
حازم ويفي - اراجيك