استذكار لأقدم عيد عراقي
يعد عيد (أكيتو) اقدم أعياد الحضارات العراقية القديمة الذي اصطلح على تسميته – بعد هذا – بعيد رأس السنة البابلية الذي بدأ الاحتفال بأيامه منذ منتصف الثالث قبل الميلاد ,أي قبيل خمسة آلاف عام.
والواقع ان هذا العيد الذي عده كثيرون عيداً بابلياً قد جرى الاحتفال بوقائعه في مدينة الوركاء قبل بابل بفترة كبيرة, ذلك ان الوركاء هي العاصمة السومرية الأقدم, عاصمة الحاكم المتحضر (كودية) وعاصمة سيد الملاحم الشاعر الحاكم الفارس الباحث عن الحقيقة: كلكامش.
هو عيد سومري أكدي– بابلي – ثم سرياني - سورثي.
يسمى هذا العيد بالسومرية(أكيتي سوديم ) وسمي باللغة الأكدية(ريش –ثاتين) وفي البابلية القديمة يدعى(ريش –شاتم) ومعناها:(رأس السنة).
وتلفظ كلمة (أكيتو)عند بعض الساميين(حجتو)ومعنى الحج هنا هو السفر وهو الاحتفال,ويدعى هذا العيد العراقي الأقدم في لغة (السورث) المحكية عراقياً (ريش-نانه) أي رأس السنة ,ومدة هذا العيد -الذي احتفل به منذ الاول من نيسان الحالي الاشقاء المسيحيون- اثنا عشر يوماً تبدأ منذ الأول من شهر نيسان .
ولهذا العيد في الوركاء وبابل طقوسه الغريبة,ففي كل يوم تبدأ لحظة الاحتفال بقدومه في غير لحظة البدء بالاحتفال في اليوم التالي وعلى
الشكل التالي:
يبدأ الاحتفال بعيد (اكيتو) في اليوم الاول في الساعة السادسة فجراً, وفي اليوم التالي يبدأ الاحتفال في الساعة الرابعة فجراً,وفي اليوم الثالث يبدأ الاحتفال في الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل...وهكذا.
وتستمر الاحتفالات خلال الاثني عشر يوماً بعيد (أكيتو) وذلك يعني أن العيد (قمري ) تؤشر أيامه تأكيد الاحتفاء بالسنة البابلية –السومرية- العراقية قديماً.
توالت الاحتفالات بهذا العيد العراقي القديم في الحضارات العراقية المتسلسلة تاريخياً واحتفت به الطوائف المسيحية المتعددة ,تأكيداً لاحترامها للتاريخ الاحتفالي العراقي وطنياً، ولتمسكها الراسخ بتاريخ هذه الأرض المعطاء حضارياً.