1- النَّبيذَ اسمٌ بمَعْنى مَفعول مِن الفعل نَبَذَ يَنبذُ، ولكنه تُنُوسِيَ فيه ذلكَ النقلُ من مَفعول إلى فَعيل، وصارَ بنَقل ثان اسْماً للشَّرَابِ كأَنَّه من الجَوَامِد بدلِيل جَمْعِه على أَنْبِذَة ككَثِيبٍ وأَكْثِبَة
2- الفعلُ أهَراقَ يُهَريقُ ليسَ فيه موجبَ حذفِ الهاءِ بدَعْوى أنّها مُبدَلَةٌ من الهمزة وأنّه إذا اجتَمَعَت هَمْزَتانِ حُذِفَت إحداهُما؛ بل الحالُ أنه قد زالَ الموجِبُ وَذَهَبَ بإِبْدالِها هاءً، وِإنَّما قالُوا "أُهَرِيقُه" لَمّا كَثُرَ استعمالُ هذا الفعلِ على هذا الوَجْهِ وشاعَ دَوَرانُه حَتّى تُنُوسِيَ في الهاءِ معنَى الزِّيادَةِ وصارت كأنها أَصْلٌ من أُصولِ الكلمَةِ. أبْدِلَ من الهَمْزَةِ الهاءُ ثم أُلْزِمَتْ فصارَتْ كأَنَّها من نَفْسِ الكلمةِ، وتُرِكَت الهاءُ عِوَضاً من حَذْفِهم حرَكَةَ العَينِ. قال سيبويه: « باب ما لحقته الزوائدُ من بنات الثلاثة، وأُلحِقَ ببنات الأربعة حتى صارَ يَجري مَجْرى ما لا زيادَةَ فيه، وصارَت الزيادةُ بمنزلة ما هو من نفس الحرف».
3- تُصاغ الصفةُ المُشبَّهَةُ من الفعل اللازم قياساً، ولا تصاغُ من المتعدّي إلا سَماعاً. وقد تُصاغُ من المتعدِّي، على وزن اسم الفاعل، إذا تُنُوسي المفعولُ به، وصار فعلُها في اللازم، مثلُ قولنا: "فلانٌ قاطعُ السيفِ، وسابِقُ الفرسِ.
4- وأمّا في البَلاغةِ: إذا تمكَّنَ المُستَعارُ تُنوسيَ المُتقدِّمُ وحلَّ المُستعارُ مَحلَّه.