Sat, Dec 29, 2012
معتصمون يواصلون إغلاق الطريق السريعة بين بغداد والأردن
BBC
عدد كبير من المعتصمين في مدينة الرمادي السبت إغلاق الطريق السريعة الواصلة بين العاصمة العراقية بغداد والاردن احتجاجا على اعتقال الحكومة لعدد من افراد حماية وزير المالية رافع العيساوي.
وأفاد مراسل لبي بي سي في بغداد بأن المعتصمين يسمحون لحالات خاصة بالمرور.
وافاد مراسلونا في العراق ان وزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي وصل الى الرمادي "للوقوف على مطالب المحتجين بغية نقلها الى الحكومة."
ولكن خميس العبطان عضو مجلس محافظة الانبار في العراق قال في وقت لاحق إن "الدليمي موجود في قيادة عمليات الانبار ولم يلتق باحد من المحتجين ولم يستلم اية مطالب كما ان المحتجين يرفضون لقاءه هناك ويقولون انه اذا جاء لمعرفة مطالبهم فعليه ان يأتي اليهم في مكان الاحتجاج وان لا ينتظر في مقر قيادة العمليات."
"تصرف غير مقبول"
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد قال الجمعة إن التصرفات التي يقوم بها المتظاهرون في محافظة الانبار بقطع الطرق الرئيسية والدولية تصرف "غير مقبول"، ودعا الى حل المشكلات عن طريق الحوار.
وقال المالكي في كلمة القاها الجمعة في العاصمة بغداد إن "على الاطراف اعتماد السبل المتحضرة للتعبير عن آرائها،" مضيفا ان "قطع الطرق واثارة الفتن الطائفية" تعتبر تصرفات "غير مقبولة" على حد تعبيره.
وكان المالكي يشير بذلك الى المظاهرات الاحتجاجية التي ما برحت تخرج في محافظة الانبار ذات الغالبية السنية منذ الاحد الماضي، والتي قطع المتظاهرون فيها الطرق الدولية الرئيسة التي تربط العراق بالاردن وسوريا.
وقال المالكي "إنه من الافضل ان نتحدث الى بعضنا البعض ونتفق على طاولة الاخوة والمحبة على انهاء مشكلاتنا وخلافاتنا وان نستمع الى آراء بعضنا البعض."
وكانت الاحتجاجات في الانبار وغيرها من المحافظات ذات الاغلبية السنية قد اندلعت إثر قيام قوات الامن العراقية - التي تأتمر بأمر المالكي - باعتقال بعض عناصر حماية وزير المالية رافع العيساوي (وهو سني من الانبار وعضو في القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي) بتهم تتعلق بالارهاب مما حدا بالاخير الى الدعوة الى اقالة المالكي او تنحيته.
دعا المالكي الى حل المشاكل بالحوار
وكانت القائمة العراقية وبعض الاطراف السياسية المنضوية في ائتلاف المالكي الهش قد اتهمت رئيس الوزراء باحتكار السلطة والتحول نحو الديكتاتورية.
الرمادي
في غضون ذلك، خرج عشرات الآلاف من المحتجين في مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار الى الشوارع في مظاهرة ضخمة اعقبت صلاة الجمعة.
كما شارك عشرات الآلاف في صلاة موحدة أقيمت في مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار الواقعة على بعد 60 كم غرب مدينة بغداد.
واقيمت الصلاة على الخط السريع الواصل بين بغداد والاردن واعقبتها تظاهرة احتجاجية ضد ما سماه المتظاهرون الاعتقالات العشوائية التي تنفذها الحكومة المركزية وكذلك ضد ما سموه تهميش المكون السني في العراق.
وطالب المتظاهرون باطلاق سراح السجناء والمعتقلين.
وحاول مصلون آخرون كثيرون من مناطق اخرى كالموصل وسامراء والأعظمية والعامرية الالتحاق ببقية المصلين لكن الاجهزة الامنية منعت ذلك كما منعت الصحفيين من الوصول الى مكان اداء الصلاة.
كما نظمت مظاهرات مماثلة في مدينتي الموصل مركز محافظة نينوى الشمالية وفي سامراء في محافظة صلاح الدين اطلق المتظاهرون فيها هتافات من قبيل "الشعب يريد اسقاط النظام" وهو الهتاف الذي كان يطلقه المشاركون في انتفاضات "الربيع العربي" في كل من مصر وتونس واليمن وليبيا.
وحسبما اوردت وكالة رويترز، فقد رفع المتظاهرون في الرمادي صور رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، الذي دأب على انتقاد المالكي في الفترة الاخيرة.